عثمان أبوبكر مالي
زادت حالات الخروج عن الروح الرياضية في ملاعبنا بعد انتهاء بعض المباريات، وتعددت صدامات بعض اللاعبين مع منافسيهم عند بوابات (مدخل) غرف الملابس، وانتظار بعض اللاعبين لآخرين من الفريق المنافس (في الممرات) قبل العودة إلى غرف الملابس للتشاجر (التفاهم) معهم، ويسبب ذلك لغطاً واشتباكات ومناظر بعيدة عن التنافس وخارج الأخلاق والروح الرياضية.
اهتمت لجنة الانضباط بما يحدث وما يتم رصده من بعض مراقبي المباريات أو بالصدفة وربما (الانتقاء) من كاميرات الناقل الرسمي للمباريات، وتعاملت معها بعقوبة إدارية (إيقاف مباراة) وغرامة مالية وفقًا للحالة التي حدثت و(التقرير الذي يؤخذ به) وكان منه مؤخراً تقرير المنسق الإعلامي لإحدى المباريات (!!) مع التباين في القرارات (أحياناً) وتوقف التعامل مع ما يحدث عند هذا الحد، وهو تعامل ضعيف جداً وغير كاف إطلاقاً من وجهة نظري، فالإيقاف لمباراة والعقوبة المالية فيهما إضرار بالفريق ومساس به، وليس باللاعب الذي صدر منه السلوك الخاطئ، خاصة عندما يساوى بين اللاعب المنتظر والمعتدى عليه، وليس في العقوبتين مانع بالقدر الكافي إذا تم الاكتفاء بهما، والصحيح أن يكون هناك (تنظيم رسمي) معتمد ومانع يطبق على كل الفرق واللاعبين، يمنع تلاقي لاعبي الفريقين عند البوابات والممرات قبل دخول غرف الملابس.
في عام 1979م وقبل مباراة الديربي الكبير، بين فريقي الاتحاد والأهلي (امتنع) لاعبو الفريقين قبل بدايتها عن النزول إلى أرضية الملعب (بسبب شائعات الدنبوشي) وأصر كل فريق على أن يدخل خصمه الملعب أولاً، وأخذ ذلك وقتاً كبيراً ولم يتراجع طرف عن موقفه، وعجز المنظمون وحكام المباراة عن إقناع أحدهما النزول أولاً، حتى جاء الحل بأن يكون نزولهما سوياً جنباً إلى جنب.
ليست هنا القصة، وإنما ما أود الحديث عنه هو ما حدث لاحقاً، من تصرف (عملي) من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم (ذلك الوقت)، إذ لم يكتف بالعقوبات الرادعة التي طالت كل من له علاقة بـ (المسخرة) التي حصلت، وإنما ألحق بها نظاماً صادراً يطبق في كل الملاعب والمباريات، العقوبات الصادرة كانت صارمة وطالت الفريقين، وتم نقل مباراتين لكل فريق خارج ملعبه، وأوقف قائدي الفريقين (الكباتن) عدة أشهر، ووجه إنذاراً شديداً إلى مديري الفريقين (مصطفى مهدي وعلي عثمان (يرحمهما الله) ولم يكتف الاتحاد بذلك، وإنما (وهنا بيت القصيد) أصدر (تنظيماً) يفرض على الفريق الضيف أن يهبط أولاً قبل انطلاقة المباراة، ويليه الفريق المستضيف، وكان معمولاً بذلك إلى وقت قريب، بعد أن أصبح دخول الفريقين إلى أرض الملعب يأتي سوياً.
السؤال هل يعجز رجال الاتحاد السعودي لكرة القدم اليوم عن وضع حل عملي يمنع الاصطدامات وانتظار لاعب المنافس في (الممرات) قبل العودة إلى غرف الملابس بعد انتهاء المباراة؟! ألا يمكن ببساطة وضع نظام (من يدخل الغرفة أولاً) وفرض قرار مثل أن يعود لاعبو الفريق الخاسر إلى غرفة الملابس بعد انتهاء المباراة (مباشرة) قبل منافسيهم، وينتظر لاعبو الفريق الفائز بعض الوقت لوقف أي محاولة انتظار أو احتكاك، ويصبح الجاني أو المخطئ في هذه الحالة واضحاً ومعروفاً، وفي الوقت نفسه يترك هذه الفرصة والمساحة كاملة للفريق الفائز ليحتفل أمام جماهيره.
كلام مشفر
« وصفت بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1990م التي أقيمت في إيطاليا بأنها (بطولة مملة) وتُضيع الوقت بسبب التمريرات الخلفية للكرة في منطقة جزاء الفريق، ويمسك بها حراس المرمى ثم يدحرجونها ويلعبونها من جديد، ويمكن استعادتها مرة أخرى بالطريقة نفسها، ويستهلك ذلك وقتاً طويلاً في المباراة، وتلجأ فرق الدفاع إلى ذلك الأسلوب لإضاعة الوقت، ولفت ذلك أنظار (خبراء) اللعبة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) فعملوا على تغييره.
« في عام 1992م صدر قرار أو نظام منع حارس المرمى من مسك الكرة بيديه إذا مررت إليه من زميل وطبق نظام (التمريرة الخلفية) كما أطلق عليه باحتساب ضربة حرة غير مباشرة من مكان التمرير الخلفي، وكانت بداية التطبيق في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في برشلونة عام 1992م، وهذا مثال آخر لتغيير السلوك الخاطئ في اللعب.
«لم يكتف خبراء الاتحاد الدولي بذلك وإنما في عام 1997م وقبل عام من إقامة بطولة كأس العالم في فرنسا تم منع الحراس من مسك الكرة حتى من رمية التماس (الآوت) ومن ذلك الوقت أصبح اللعب بالقدمين من المميزات الإضافية المهمة المطلوبة في حارس المرمى.