د.شامان حامد
رائحة الدم تنتشر في كل مكان، وكأن الثرى يشهق من سوأتها، يُريد أن يلفظها كارهاً لها لكن يد الغدر كانت أسرع من أي بَرق، في عملية إرهابية وكغيرها من عمليات الفكر الضال الذي لا يأبه بطفل أو جار أو حتى دين أو ديار، متشكلة في صدمات يستفيق عليها بلا إنذار جميع الأبرياء وشعوبهم بمختلف تنوعاتهم الثقافية والمذهبية والمناطقية.
لتبدأ الفتن التي أراد الإرهابيون أن تشربها أرض الجزيرة وقلبها خاصة السعودية، التي استعصى عليها الإرهاب، فوأدت الفتنة في مهدها، حفاظاً على كيان الدولة، وتعزيزاً للسلم الأهلي، واحتراماً لدماء الضحايا والجرحى، لكن الإرهابيين خونة لا يواجهون، بل ضرباتهم من الخلف وطعناتهم من حيث لا تدري، كونهم جُبناء في ضرباتهم من سيهات والقطيف والقديح والعنود ونجران، وكل مكان اختتموها بالأحساء التي تربعت بسماحتها في قلوبنا جميعاً، ليثأر لنا حماة الوطن وقضاته، وملكاً للحزم عازم على التطهير، وولي عهد للإرهاب (قاص وقاص وقاص) من أي خائن لتلك الأرض، فتغليب المصلحة الوطنية العامة، والتمحور حول القيادة الراشدة، واجتثاث خطاب الكراهية والتحريض، هو أساس منيع يُقوض الإرهابيين ويُفوت الفرصة على العابثين بأمن هذا الوطن العزيز، وإخماد نار الطائفية البغيضة، ونشر ثقافة المحبة والتسامح وبث روح الأخوة والاحترام، فلا الطلقات التي تشق أجسادنا إلا وساماً من السماء بالشهادة، ولا التفجيرات والمسيرات إلا راحة لقوتنا وقوة للُحمتنا الوطنية ضد إرهابيين لم لن يهزوا قلوبنا العامرة والمؤمنة بأرضنا، فحفظها الله وحفظ عالمنا الإسلامي من كل شر.