«الجزيرة» - الرياض:
عكست زيارة دولة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى المملكة مكانتها السياسية والاقتصادية عالميًا وثقلها ودورها المحوري دوليًا في التعامل مع الأزمات والتحديات العالمية في مختلف المجالات. حيث يرتبط البلدان بعلاقات تاريخية ومميزة في مختلف المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، والتجارية والاستثمارية والخدمات المالية.
ودخلت العلاقات مرحلة جديدة من التعاون بعد تأسيس مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي البريطاني.
كما يمثل مجلس الأعمال السعودي -البريطاني بمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية قناة مهمة لتعزيز وتطوير حجم التعاون القائم بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة لهما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والاستفادة من الفرص التي تتيحها برامج رؤية 2030، والمشروعات الكبرى التي أطلقتها المملكة في مختلف المجالات.
وبشكل عام يتفق الجانبان السعودي والبريطاني على أهمية إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى معالجة الأزمات القائمة في كل من سوريا والسودان وليبيا وأفغانستان، وضرورة التوصل إلى اتفاق سلام للقضية الفلسطينية في إطار حل الدولتين، وعلى أساس مبادرة السلام العربية.
ويحرص البلدان الصديقان على تعزيز تعاونهما المشترك في مجال الطاقة والصناعة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والجوانب التنظيمية ومستقبل النقل، وقد أطلق البلدان حوار الطاقة والصناعة الوزاري السعودي - البريطاني، وتم توقيع مذكرة تفاهم حول الطاقة النظيفة، ويسعى البلدان إلى التعاون في مجالات عدة رئيسية ذات أولوية، ومن ذلك التعامل مع تحديات النمو النظيف والذكاء الاصطناعي.
وتجلى ذلك كون المملكة الشريك التجاري الثالث للمملكة المتحدة في المنطقة من حيث حجم التبادل التجاري، ويبلغ متوسط التبادل التجاري 6 مليارات دولار لآخر خمس سنوات، كما تشير الإحصاءات الخاصة بحجم التبادل التجاري إلى زيادة الصادرات السعودية إلى بريطانيا نسبياً مقارنة بالسنوات الماضية، ويتطلع الجانبان السعودي والبريطاني إلى الانتهاء من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بينهما، والمستهدف توقيعها خلال العام 2022.
كما يتفق البلدان على استقرار وموثوقية واستدامة وأمن أسواق البترول العالمية، وتقود المملكة جهود تحالف (أوبك بلس) للحفاظ على التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين.
وفي مجال العلاقات التعليمية شهدت السنوات الماضية تزايد عدد الطلبة السعوديين الدارسين بالجامعات والمؤسسات التعليمية في بريطانيا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وكذلك الطلبة الدارسين على حسابهم، إذ يفوق عددهم حاليًا (14.742) ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات، كما قدمت المملكة 138 منحة دراسية في جامعاتها للطلبة البريطانيين، وقبل منهم 63 طالباً، وذلك في العام 1442.