زكية إبراهيم الحجي
أين الضجيجُ العذبُ والتعبُ
أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها
أين الدمى في الأرضِ والكتب
بالأمسِ كانوا ملء منزلنا
واليوم.. ويح اليوم قد ذهبوا
أرواحٌ بريئة باذخة الصفاء والنقاء.. قرة العين وثمرة الفؤاد بل زينة الحياة الدنيا.. أكبادنا تمشي على الأرض ببهجة الحياة وفرحها.. كم هو رائع وجميل عالم الطفولة.. لذا فإن أمان وحماية الطفولة من أي استغلال يضر بهم له قوانين موثقة دولياً ومُلزِمة للتطبيق من كافة الدول الموقعة على هذه المواثيق التي تنص على أن يتمتع كل أطفال العالم دون أي استثناء بحياة آمنة وطفولة سعيدة وأن يعيش في بيئة مفعمة بالحب والحنان والاستقرار.. الطفولة هي المرحلة الزمنية الآمنة للنمو واللعب والتعلم.. فكيف هو حال الطفل العربي في ظل الظروف التي تمر بها منطقتنا العربية
وعلى الرغم من كل الامتيازات التي حظي بها بعض الأطفال والأشواط التي تحققت في ميادين تربيتهم إلا أن طفل بعض المناطق العربية والتي يدور فيها النزاع لا زال يئن تحت وطأة الظلم والحرمان بكافة أشكاله وذلك بسبب تأثره وتضرره من الحروب والنزاع المسلح.. العراق وسوريا واليمن، حيث تُجند عصابة الإرهاب الحوثية أطفال اليمن أو تستخدمهم كدروع بشرية أو تلقي بهم في غياهب المجهول.. لذلك نجد أن كثيراً من أطفال الحروب المستعرة إما قد فقد الحياة أو تعذب بويلات اليتم والتشرد والشتات أو أُصيب بعاهة تقف حجر عثرة في طريق حياته المستقبلية.. فما ذنب هؤلاء الأطفال يوم أن تكون الحروب والنزاعات المسلحة مقبرة لهم.. ما ذنبهم ليُشردوا؟ ليفقدوا حنان الأم ورعاية الأب.. ما ذنبهم ليُحرموا من أبسط حقوقهم الدفء الحنان المأوى والتعليم والرعاية الصحية ما ذنبهم وهم يشاهدون الأحداث الدامية ومشاهد العنف ويسمعون أصوات القصف فيتملكهم الرعب وتنتابهم المخاوف من لحظة عصيبة مفاجئة ثم ماذا عنهم عندما يكبرون؟ ومن المؤسف أننا لا نزال نقرأ ونسمع ونرى أوضاعاً مأساوية في بقاع شتى من العالم ليس فقط في المنطقة العربية وذلك بسبب الحروب والنزاعات المسلحة التي لا تنتهي بالرغم من أن جميع دول العالم سبق أن وقعت على اتفاقية حقوق الطفل والقوانين الخاصة بها.. السؤال هو: أين هي من التطبيق الفعلي وأين هي الحماية التي نصت عليها بنود الاتفاقية وأين هي حقوق الطفولة التي ما فتئت منظمة حقوق الطفل تنادي بها وتوصي بحماية وصون كرامة الطفولة.. نحن أمام جيل طُبِعت في ذهنه صور ومشاهد مؤلمة لا الزمن ولا هو نفسه قادر على أن يتجاوزها أو ينساها.. من قصيدة لأحد الشعراء اخترت أبياتاً تعبر عن معاناة أطفال الحروب والنزاع المسلح.
وللنملِ مساكن حين يأتي
عليه البردُ أو جُنَّ المساء
وهذا الطفلُ يدورُ بغير دار
وفراشُ خيمته وحلٌ وماء
يجوبُ الأرضَ من حي لحي
ولا أرض تقيه ولا سماء