د. صالح بن سعد اللحيدان
ليس هناك رواية جاءت منذ القرن الأول حتى القرن السابع إلا ولها سند تقوم عليه بسلسلة من الرواة، إما أن يكونوا ثقاة أو ضعفاء أوهم بين بين.. ولما كان أصل مخاطبة العقل ألا يأخذ إلا ما صح لئلا يسود العقل الغلط والتردي والميل به إلى الضعيف وقيادة العجلة ودغدغة العاطفة إلى ما لا يكون، فمن هنا يكون احترام العقل بما صح من الروايات، وهذا مدون في أسفار الأولين،
بل هناك مطولات وكتب الفروع قد تخصصت في تأصيل حقائق القول عن أصول الروايات التاريخية وآثار السابقين.
فليس يعوز العلماء والمؤرخون إلا العودة إليها ليجدوا ما يكون منه الصواب فيثبتوا الصحيح ويبينوا الضعيف ببيان علته التي من أجلها كانت الرواية ضعيفة، وهذا ميسور من خلال ما تم طبعه وتم نشره من كتب النقد العلمي للأسانيد وأحوال الرواة ورواياتهم، وذلك حسب الأزمنة والأمكنة وما نقلوه من الآثار والأخبار والروايات.
وقد يتم الأسف شديداً حينما تعلم أو يُنقل إليك أن هناك بعض الهيئات والمجامع العلمية ليس فيها ما هو أصل في مثل هذا، ولعلي من نافلة القول بل لعل ذلك من الضروريات أن أذكر شيئاً من هذه الأصول الغائبة حتى يعاد إليها، وهذا دون شك أمر أراه لازماً علي لتصحيح ما وقع فيه بعض القوم من الآثار الهشة، لعل ذلك يجدي في هذا الحين وكل حين.
- «تهذيب الكمال « مجلد ترجم فيه المزي الرواة الذين جاؤوا في الكتب الستة.
- «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، ترجم فيه كثيراً للرواة من هنا وهناك وقد نقل عن البخاري جله.
- «التقريب» لابن حجر جيد في بابه لبابه، فقد قرب الترجمة ثم حكم مجتهداً على بعض الرواة.
- «الضعفاء» للعُقيلي بيَّن فيه حال بعض الضعفاء من رواة الأخبار.
- «الكاشف» للذهبي أصله في بيان تراجم رواة الأخبار ممن ورد ذكرهم في الكتب الستة، لكنه أضاف قوماً آخرين لعل المقام استدعى ذلك.
- كتب تراجم الرجال بين الجرح والتعديل مجلدات للكاتب وأصله نقد وملاحظة وإضافات.
- «قواعد التحديث» للدمشقي فيه أصول الرواية ومنهاج التقعيد للذين يميلون للتحقيق.
- الرسالة المستطرفة غاية في بيان التراجم وتأصيل الأخبار وكيفية الضبط والتفريق بين ما صح وضعُف.
- وليس آخراً الطبقات الكبرى لابن سعد لست أظن عالماً أو مؤرخاً إلا وهو يحتاجه قاب قوسين أو أدنى إلى الحقيقة.
ولعل هذا يكفي ولعلي أُضيف فيما بعد غير هذا للحاجة إليه.