د. خالد الخضري
محمد الشقحاء.. أديب وكاتب ومبدع.. يمتلك حسًا إنسانيًا عاليًا، وشفافية، وطيبة قلب، قلما تجدها، فهو بالنسبة لي الأب والمعلم الأول، والمحفز الذي لا أنسى وقفاته العظيمة، عندما قدمت إلى نادي الطائف الأدبي في بداية حياتي العملية، وأنا في سن صغيرة، حيث دعمني بالعمل في النادي موظفاً في مهمة مسؤول إعلامي، وبحكم أنني كنت أتعاون مع الصحافة في وقتها، فكنت أصغر العاملين في الأندية الأدبية في حينها، وكسبت الكثير من العلاقات، وتعلمت الكثير من خلال المساهمة في تنظيم الفعاليات المنبرية ومؤتمرات الأندية الأدبية وغيرها.
كانت فترة مهمة جداً في حياتي.
وكان الشقحاء يفرح لأي إنجاز يتم تحقيقه، ولأي طموح نستهدفه، ولم أكن أنا فقط من وقف معهم سيدي وأستاذي أبو خالد، بل كثيرون من أبناء جيلي من أبناء الطائف أو من سكنوها وولدوا فيها مثلي.
هذا على المستوى الإنساني.
أما على المستوى الأدبي فهو من رواد القصة القصيرة في المملكة، حيث كان من أوائل من أصدروا مجموعة قصصية في وقت مبكر، وهو مجموعة «البحث عن ابتسامة» التي صدرت في وقت لم يكن هناك أي إصدار قصصي حينها، وتعد أولى مطبوعات الأندية الأدبية بعد تأسيسها.
كذلك دور الرجل المهم في المساهمة في تأسيس نادي الطائف الأدبي، وعمله به سكرتيراً لسنوات، في الوقت الذي كان فيه هو المدير التنفيذي للنادي، وكان المنفذ والمخطط لمعظم المشاريع الأدبية التي نفذت بالنادي في تلك الفترة، حيث انطلقت على يديه العديد من الأفكار الجديدة وقتها، كان على رأسها مؤتمرات الأندية الأدبية التي نادى بها، وأصبحت بعد ذلك تعقد سنوياً بين أندية المملكة، بعدها بادر في إطلاق فكرة الملتقيات الأدبية عندما كان رئيسًا للنشاط الثقافي في لجنة التنشيط السياحي، التي مثلت أولى الملتقيات الأدبية في المملكة ودعا إليها أدباء وكتاباً من جميع أنحاء المملكة، وكان صداها واسعًا حينها، بعدها أصبحت سُنة اقتدى بها أندية أدبية عدة في مناطق المملكة.
إننا اليوم فخورون جدًا بالمشاركة في الكتابة عن أستاذي، وأستاذ أجيال، المحفز والداعم، والمحب للآخرين، والمنجز النشط التي تجاوزت إصداراته الـ40 كتابًا.
نسأل له دوام الصحة والعافية، والعمر الطويل -بإذن الله-.