د.عبدالعزيز الجار الله
بدايات بعض المشاريع تكون محملة بالأخطاء والصعوبات، وهذا أمر طبيعي فالنجاح يأتي بعد خطوات الفشل، لكن هناك مشروعات لها عنوان النجاح المبكر لا تمرر على قاعدة ستنجح بعد المحاولة الثامنة من الإخفاق، مشروع جمعية كبار السن، حالة أخرى من الإنجاز السريع، ففي مساء يوم الاثنين الماضي أقامت الجمعية حفلها الأول في الرياض بعد مرور عام واحد من عمرها، وكان الحفل برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز، تحدث عن جمعية في سنتها الأولى شعارها الاعتناء بكبار السن ممن تجاوزوا سن (60) سنة من الرجال والنساء، تقدم خدماتها المتعدد لسعادة كبار السن.
الجمعية ترفع شعار: تحسين جودة حياة كبار السن وتمكينهم وخدمتهم. وهو شعار ترفعه برامج (رؤية السعودية 2030) الرؤية التي وضعتها القيادة الكريمة من لدن خادم الشريفين الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله-، فقد حرصت القيادة أن تكون تحسين جودة الحياة هي سمة لعمل برامج الرؤية، لذا سعت جمعية كبار إلى تجسيده دون مقابل بحيث تقدم: الرعاية الصحية والاجتماعية والترفيهية لكبار السن وتقديرهم والاعتناء بهم والتكامل والشركة مع الجهات والأفراد لرفع وتحسين جودة الحياة لهم.
فقد أكد حضور الحفل وهم تجمع تطوعي وخيري من المسؤولين ورجال الأعمال والمتبرعين بالمال والوقت والدعم المتنوع الإداري والهندسي والإعلامي في مجالات عدة، أكدوا أن الجمعية نجحت في فكرة العمل المساند لقطاعات الدولة في جعل كبير السن وهو محور اهتمام الدولة وأيضاً اهتمام القطاع الثالث، ونقل -كبير السن- من محور الإذابة ببطء، عند بلوغه الستين إلى محور صيانة كرمته الشخصية، والاعتناء به في جعل من حوله يرعونه بالقيم الأخلاقية وأدبيات هذا المجتمع النبيل الذي تربى على الفضيلة وإنكار الذات في خدمة كبار السن.
جمعية كبار السن مزجت عاملين هما:
- مساعدة المحتاجين ممن أجهدهم الزمن وحاصرتهم متطلبات الحياة الشاقة، وهم لا يجدون لأسرهم ما يسد الرمق.
- وإشباع رغبة كبير السن بالمسحة الأخلاقية الحانية التي حث عليها ديننا الإسلامي، لديهم المال لكنهم يحتاجون إلى تقدير سنه وعجزهم الجسدي في خدمات عامة لا تشترى بالمال ومنها الوقت الطويل الذي يقضيه في البنوك والمطارات وطوابير القطاعات وأجهزة القطاع الخاص، يحتاجون من يسرع شؤونهم ويقلل من ساعات الانتظار، وحتى تحقق الجمعية أهدافها بحاجة إلى أوقاف ومساحات أراضٍ لتقيم عليها مشروعاتها.