د.عبدالعزيز الجار الله
كان يقال إن الإعلام حوَّل العالم إلى قرية صغيرة، وبالواقع إن التطور التقني ساهم في جعل العالم شبكات صغيرة، من خلال التقنية العالية التي قاربت بين سكان الأرض اجتماعياً، أما الآن ومن واقع الحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا فقد حوَّلت الحرب العالم إلى مجموعة بشرية واحدة، لها اهتمامات واحتياجات واحدة، تتمحور حول: حبة القمح، وقطع السلاح، والاقتصاد الواحد، والنفط، والغاز؛ فالحرب الروسية الأوكرانية خلقت صراعات أخرى، ومع طول أمد الحرب ستحدث معادلات جديدة، إذا قررت أطراف النزاع أن تكون حرب استنزاف وشوارع مدن ومرتزقة ومتطوعين، سيولد تجار اقتصاد جدد، وسوق لبيع السلاح والمقاتلين المرتزقة والمتطوعين، وأزمات في الغذاء وبخاصة القمح، ارتفاع في الأسعار، وتجار مواقف وولاءات.
روسيا لها حساباتها لأنها قبل أن تدخل الحرب كانت تتكئ على عوامل تمتلكها؛ النفط، والغاز، وصناعة السلاح بما فيها 5000 من الرؤوس النووية.
وبالمقابل فإن غرب أوروبا وأمريكا يمتلكان:
- قوة السلاح: النووية، التقنية- التقليدي، وكذلك تأثير سلاح الاقتصاد، وحرب المدن بجر روسيا للتوغل في أوكرانيا لاستنزاف اقتصادها.
روسيا تراهن على التحرك الشعبي في أمريكا وأوروبا ضد ارتفاع الأسعار وانقطاعها أحياناً، وهي وسيلة ضغط على الحكومات الغربية تجعلها تتراجع عن الحرب الاقتصادية، أيضاً الغرب يراهن على الضغوط الاقتصادية، والحصار الخانق لكي تتراجع روسيا عن احتلال أوكرانيا، ثم الاستمرار في الحصار الاقتصادي وتقليم أظافر روسيا حتى لا تطمع بالشرق الأوروبي، لتبقى معزولة بلا حلفاء أو أصدقاء.
فالعالم لن يعود إلى ما قبل أوكرانيا، فإن أوروبا فقدت هيبتها نتيجة الاحتلال الروسي لدول أوروبا الشرقية، أيضاً روسيا فقدت هي الأخرى هيبتها فكيف تكون من الدول العظمى وهي محاصرة جواً وبراً وبحراً ووقف الدول عن التعامل معها.