سهوب بغدادي
فيما تنطلق فعاليات أسبوع البيئة لعام 2022 تحت شعار «بيئتنا مسؤوليتنا»؛ بهدف ترسيخ أهداف جودة الحياة وتعزيز دور البيئة السليمة في المجتمع بين مختلف الفئات، إلى جانب تفعيل دور الجهات المعنية والمنظمات والكيانات الفاعلة للحفاظ على البيئة بشكل فعَّال ومتواتر، بالإضافة إلى الحفاظ على التوازن البيئي وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وترسيخ مبادرة السعودية الخضراء، إذ أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة فعاليات أسبوع البيئة في مناطق مختلفة من المملكة، أحدها في منطقة غرناطة بالرياض وتضم معرضاً تفاعلياً ضخماً مخصصاً للتعريف بالغطاء النباتي، ومكافحة التصحّر، والحياة الفطرية البرية والبحرية، ومستكشف البيئة، وإدارة النفايات، وأنواع التلوث، وعمل الأرصاد وحماية البيئة). كما يصاحب الفعاليات انطلاق «هاكاثون البيئة»، حيث يعد الحدث الأكبر من نوعه في نطاق البيئة في المملكة، لإبراز الفرص المتاحة في النطاق البيئي، والأولويات لتطوير القطاع وتفعيل المبادرات والمنتجات والأعمال الممكن تحقيقها وتنفيذها بشكل مستدام للبيئة، بمشاركة محترفي وهواة الحلول الرقمية والتقنيات الناشئة والحديثة، تحت إشراف ومتابعة وزارة البيئة والمياه والزراعة، في الوقت الذي ننغمس فيه خلال الأسبوع في هذا النطاق، وتعمل المدارس والجامعات والجهات الحكومية والخاصة على إظهار الأمر كفعاليات متفرِّقة، يبرز التساؤل الأهم عمَّا يمكننا فعله بعد انقضاء أسبوع البيئة، فالمسألة تتعدى الفعاليات اللحظية، بل تتداخل في أمور حياتنا اليومية، فأبسط مثال على ذلك وأهم مثال باعتقادي أن يبدأ الشخص من نفسه والانتباه لمخلفاته الشخصية، فطالما رأينا سيارة ينبثق منها أكياس أو أكواب أو أعقاب سجائر، وما إلى ذلك، ناهيك عن الأخطار المترتبة على رمي المخلفات على الموجودين على الطريق، في سياق متصل، تعد الحيوانات أحد عناصر البيئة اللازمة لتحقيق التوازن، فالرفق بها والابتعاد عن الصيد الجائر، وعدم شرائها من المحلات التجارية لتفعيل مبدأ التبني على الشراء وأكثر من ذلك، ضرورة ملحة وليس ترفًا، علاوًة على الاحتطاب وتعمّد حرق المواد التي تؤثِّر على نقاء الجو كل ذلك من الأمور التي تبدأ من الفرد وتشكِّل فارقًا كبيرًا في مجال البيئة، ومع اقتراب حلول الشهر المبارك، يتوجب علينا حفظ النعمة وعدم إهدارها ومحاولة تفريق النفايات البلاستيكية والزجاجية عن الأكل حين رميها ليسهل إعدة تدويرها والتخلّص منها، فكما قال لي أحد الزملاء ذات يوم عند حديثه عن والدته -حفظها الله- أنها دائمًا تردد «اترك المكان كما كان أو أحسن مما كان»، فلو تأملنا المعاني الجميلة في تلك العبارة لكان مبدأ تفعيل الحفاظ على البيئة ونمائها أسهل وأكثر تحقيقًا، كل عام وأنتم بخير وازدهار مقدمًا.