عثمان بن حمد أباالخيل
للأسف هناك شريحة كبيرة من الناس تحكم على الآخرين دون أي مبرر أو تعامل شخصي، حكم يخلو من المصداقية والشفافية حكم مبني على أرض هشة. حكم لا يمت للواقع إنه الحكم على الحموات دون جرس إنذار، هذا الحكم قائم على الإرث الخاطئ عن هذه المرأة المسالمة اللطيفة التي تحب الخير والصلاح لفلذة كبدها. لكن لا تخلو القاعدة من شواذ ولا حكم على الشواذ.
للأسف الأمثال الشعبية تزخر بالأمثال والأقوال التي تقلل من أهمية الحماة وروعتها وقدرتها على امتصاص الغضب وفرش الأرض بالرياحين من تلك الأمثال (الحماة إللي بتحبب الصهر عجبة من عجائب الدهر) و(الحماية ما بتحب الكنة ولو كانت حورية من الجنة) و(المويه والنار ولا حماتي في الدار) كم هي مظلومة الحماة (أم الزوج) وزوجة الابن؟ أليس من الأجدر بالفتاة المقبلة على الزواج أن تعرف كيف تتعامل مع حماتها، هناك دورات ومحاضرات لكيفية كسب ورضا وود الحماة من عناوين تلك الدورات فن التعامل مع الحموات، حماتي حياتي وأنا وحماتي. إنني أشدد على منفعة هذه الدورات في جيل التواصل الاجتماعي الذي أساء التعامل معه..
عجباً من يقول إن الحماة متسلطة غيورة جبارة ظالمة إنها أوهام إنها سراب. للأسف الفضائيات شوهت الحقيقة ورسمت صورة مغايرة عن الواقع لماذا لا تتقيد الكِنة بما قاله الرسول صلى الله وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء». رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني. أؤكد أن العلاقة بين الحماة والكنة علاقة حب وتفاهم وليس علاقة شقاق وكره إذا صفت النية وتغيرت المفاهيم التي تغير الواقع.
كيف أتفاهم مع حماتي؟ (الدين المعاملة) لماذا لا تتعامل الكنّة مع حماتها بكل رقي واحترام ماذا تريد من حماتها أن تسلخ ابنها من حياتها؟ هل تريدها أن تنسى ابنها؟ هل تريدها أن تتغاضى عن ابنها؟ عجباً من الكنّة تحكم قبل أن تستمع لأقوال الحماة، كم هي مظلومة غالبية الحموات. الحماة ما تقوم بها مع كِنتها تشبه رائحة الياسمين الدمشقي، إنها الياسمين. تخاف على ابنها وكِنتها وتريد لهما حياة مشرقة مستقرة. في المقابل هناك كنائن في منتهى الروعة والانسجام والعيش بسلام إنها الصورة الحقيقية التي لا غبار عليها وإن علاها بعض الغبار فالغبار يتطاير حين تصفو النية. كفى تشويهاً وظلماً للحماة، جميل أنْ يكون شرط من شروط الزواج حضور زوجة المستقبل الكِنة دورة في كيفية التعامل مع الحماة؟ ليس من المعقول والمنطقي أن تسعي الحماة لتدمير بيت ابنها أهذا معقول أم من الخيال، إنه الخيال الذي يعشعش في عقول الكِنة. الحماة صاحبة موقف بل مواقف تريد أن ترى ابنها يعيش حياة سعيدة مستقرة لا حياة حماة وكِنة.
إن العلاقة ليست معقدة بين الحماة والكِنة، وليست لها جذور، إنها علاقة سلام وحب فالحياة لا تقوم على الأحكام المسبقة كفانا نحكم ونقلل من شؤون الآخرين دون دراية ومعرفة نحن بحاجة للاستقرار العاطفي والمحبة بين الحماة والكِنة. وجميل أنْ تراجع كل كِنة مواقفها من حماتها فالصلح سيد الموقف من أجل الطرفين.وفي الختام رسالة لكل كِنة وحماة لا تحولن حياتكن إلى غيرة وتسلط وأقاويل وويلات، على الكِنة أن تتعامل مع حماتها بكل مودة وحسن عشرة وكسب الود والحياة بسلام.