في سياق حركة الكتابة في السعودية، تظل تجربة عليّ الدميني على درجة من الحضور الوطني، كانت تقود تجارب جيله نحو الخوض في الشأن السياسي بجرأة الفكر التقدمي. وقد لمع اسم عليّ الدميني بدوره الفكري، منخرطاً في السجال الفكري، بحيث أسهم ذلك في توضيح الاجتهادات الفكرية بعناصرها التقدمية، لئلا تخطئ المواهب الأدبية مواقع خطواتها.
وعندما كان الشاعر عليّ الدميني يسند تجربته الادبية، بمعطياته الفكرية، كان أيضاً يؤكد قناعاته الفكرية بمواقفه الوطنية ويقدم قرابينه بشجاعة الشاعر، مقتحماً أقسى تجارب الحياة.
فربما سمع الكثيرون عن عليّ الدميني كمعتقل سياسي يخرج من المعتقل، قبل ان يسمعوا عنه شاعراً، خصوصاً بعض الأجيال الجديدة. وسيكون لهذا الأمر إضافة نوعية لتجربة الدميني الإنسانية، ففي حياتنا العربية، يشكّل النضال السياسي للشاعر دعماً معنوياً، يجعل من كتابته قنديلاً زاخراً بالخبرة الإنسانية.
الدميني، يعتبر أحد أشهر أبناء جيله، انخراطاً في المعترك الوطني. وهذا ما يجعلني متصلاً بتجربته منذ أواخر ستينيات القرن الماضي. ويمكنني الزعم أننا نشترك مع عليّ الدميني، في الجيل العربي الذي قلت، غير مرة، إنه جاء إلى الأدب من التجربة السياسية. هذا هو جيل الستينيات الأدبي العربي، الذي بدأ منذ منتصف القرن الماضي.
أعتقد أن الأجيال الأدبية الجديدة في السعودية، تحتفظ لعلي الدميني بقدر كبير من الامتنان لمساهمته الفكرية في الأدب السعودي، وبلا شك أن مؤرخي الادب سيرجعون كثيراً لنصوصه الأدبية عندما يدرسون أدب هذه المنطقة.
** **
- قاسم حداد