أن تكون رائداً فهذا مما سيحتفظ به التاريخ، ويبقيه مدوّناً في سجلاته. لا أكثر ولا أقل. وسوف يُستدعى الاسم وقتَ الحاجة ووقتَ المناسبة.
أن تكون رائداً ومؤثّراً ومستمر الحضور فهذا هو التجاوز الباقي، والقيمة الكبيرة. المعنى الذي لا يني يتخلّق. أضلاعُ الماسةِ التي تزداد إشعاعا كلما أصابها الضوء؛ فقدحتْ بإلوانٍ وألوان. ونحسب أنّ «علي الدميني» واحدٌ من هؤلاء الرواد المؤثرين الفاعلين في حياتنا الأدبية والثقافية، وصاحب الحضور الممتد منذ نحو خمسين عاماً بأثرٍ وخريطةٍ ونور.
عندما نذكر «علي الدميني» إنما نذكر جِرْماً شاهقا وعديداً من الينابيع المتكاثرة الفوّارة. يبرز الشاعر في المقدّمة منها. يظهر السياسي على نحوٍ واضحٍ ومدفوع الثمن من الحرية أكثر من مرة. يطلّ المؤسّس بظلّهِ المديد منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى العشرية الأولى من القرن الجديد بمشاريع ثقافية محفورة في الذاكرة وفي الأجيال وفي المدوّنة الوطنية؛ في الفعل الحي: «المربد» ملحق اليوم الثقافي. المجلة الفصلية: «النص الجديد». الموقع الإلكتروني: «منبر الحوار والإبداع». وتنولد الذات الإبداعية في الشكل الروائي والسِّيري. وينهض الناقد الباحث بدوره الدقيق والاستقصائي في الحياة الثقافية والإبداعية؛ محليا وعربيا.
قصائدُ ونصوصٌ وأدوارٌ ومهمّاتٌ ومشاريع يُنهَض بها ويُنطَق عنها في إهاب رجلٍ واحد؛ نادر: «علي الدميني». لم تعمل العقبات التي وقفت في طريقه على كبحه أو ثنيه عن المضي في طريق أحلامه الوطنية والإبداعية. الحدّ الذي يتضاعف مضاؤُهُ ويرهف جمالا ووضاءةً، وبتعبير الشاعر محمد الدميني في شهادته عنه: «لعله أبرز من سهروا على سيف الشعر والسياسة في غمدٍ واحد».
** **
- عبد الله السفر