«الجزيرة الثقافية» - مسعدة اليامي:
أهم الأدوات كان معظمها يميل إلى العامل النفسي.. في رأيي، يجب على الكاتب أن يهرب من المحيط غير اللائق والمزعج.. دع نفسك تتسرب وتتسلل إلى أفق الهدوء حيث تكون الساعة الثانية عشرة منتصف الليل والنجوم ساطعة والطقس شديد البرودة بحيث يستطيع الجسم تحمل هذا البرد وفنجان من القهوة يعقبه فناجين وأوراق متناثرة بخطوط الحبر المنقوش عليها، ويتزامن مع ذلك صوت هشيم أوراق الأشجار وصفير الرياح الصادر من بينها.. الطبيعة والتأمل من أهم الأدوات التي تلهمني وتحيي في روحي الهمم.. تلك خلطة العطور التي أكدت عليها الأستاذة آمال خلال حديثها لقراء صحيفة الجزيرة الثقافية.
* البداية مع القراءة والكتابة هل كانت شغفًا أو هروبصا من إضاعة الوقت؟
- القراءة والكتابة توأمان يكمل كل منهما الآخر. من يقرأ كاتب، ومن يكتب قارئ.
منذ أن تعلمت الأبجدية عندما كنت في المدرسة الابتدائية صرت مولعة بالقراءة، وأول ما قرأته دون أن يأمرني أحد بقراءته هو اسم بسكويت «أبو ولد» المفضل لديَّ منذ الطفولة، والذي كان يشتريه والدي لي من البقالة كل صباح. من هنا أصبحت مثل الدودة التي تتغذى على الأوراق، وشغفت إلى كل ورقة أو إعلان أو صحيفة تبقى في صالة الجلوس بعد الأسرة التي كانت مولعة بمشاهدة الأخبار الرياضية. لقد طردت وراء كل ما يحتوي أحرفًا مركبة. أما بالنسبة لتوأمها الكتابة، فقد أحاطت بي في المرحلة المتوسطة عند عبور الطرق في الصباح عند ذهابي إلى المدرسة. أخذني التأمل شيئًا فشيئًا حتى نظرت إلى كيف تخرج الشمس وتسير معنا في صمت ومن ثم ألتفت إلى كل الوجوه، والمباني، والأشجار، والبحار، والسماء والأرض، وكأن التكوين بصوته ينطق عليَّ بأحرف مبعثرة تصرخ في وجهي، وترجو مني أن أجمعها مثل لعبة أحجية الصور المتفقرة القديمة التي عند الانتهاء منها، تظهر لك الصورة كاملة، هكذا حدث الأمر. لذا فإن الكتابة والقراءة بالنسبة لي هي شغف يولد في قلب الإنسان بطريقة تختلف عن شخص لآخر.. هنا ثبت لي أن من يقرأ يمكنه الكتابة.
* كيف شعرتِ أنك تمتلكين القدرة على الكتابة الإبداعية المتمثلة في الرواية وكتابة الشعر، وهل كنت بحاجة إلى ورشة تدريبة؟
- في البداية يجب أن أشير إلى أنني لا أرى نفسي كاتبة وروائية مبدعة، ولا يعني هذا التقليل من قدرتي، ولكني أميل إلى الصدق مع نفسي. ما أراه هو أنني كاتبة وشاعرة مبتدئة تتسلق بحذر إلى القمم التي يشكلها وعيها، ويجب أن أرتقي ببطء حتى أصل إلى هذا الإبداع الذي تشير إليه.
وجدت أن لدي القدرة المقبولة، وقد قدمتها في كتابي الأول، وأسعى لتطوير الكثير من المعرفة والإتقان في أعمالي اللاحقة. لم أبحث عن ورشة عمل تدريبية ولم أفكر حتى في ورشة تدريبية، لأنني كنت منغمسة في ما لدي من هبة وهدية من ذي الجلال والإكرام عز وجل، ووضعتها بطريقة ما. بطريقة آمل أن تكون صحيحة وتؤدي فيما بعد لطرق ميسرة بكل خير ونجاح.
* متى بدأ يراودك الحلم في كتابة روايتك الأولى وما أهم الأدوات التي كانت تشكِّل لك رافدًا لشحذ الهمم؟
- بدأت في خياطة وتشكيل الشخصيات والزمان والمكان في سن الخامسة عشرة. كنت قد كتبت جزءًا منها، ولكني سرعان ما لطختها بالحبر كمن رسم رسمه ولم تعجبه، فبعثر فوقها بألوان عبثية حتى يتخلص من فكرة فشله.
بعد عامين، شعرت بشيء ينادي بداخلي، فقمت بكتابتها مرة أخرى في سن السابعة عشرة، لكنني وجدت نفسي أفعل شيئًا مختلفًا عن المرة الأولى، فلقد مزقتها لأنني لم أجد نهاية للرواية في ذلك الوقت، ولكن لأنني ببساطة أكره النهايات، لذا تركتها مهجورة حتى شعرت بها تنفجر مني كالولادة. هناك طفل يريد أن يخرج وينتقل إلى مراحل نموه، هنا إنسان يريد أن يعبِّر عن كينونته وحياته، كانت الثالثة ثابتة وتحقق الحلم عام 2020م.
أما فيما يتعلق بأهم الأدوات فكان معظمها يميل إلى العامل النفسي. في رأيي، يجب على الكاتب أن يهرب من المحيط غير اللائق والمزعج. دع نفسك تتسرب وتتسلل إلى أفق الهدوء حيث تكون الساعة الثانية عشرة منتصف الليل والنجوم ساطعة والطقس شديد البرودة بحيث يستطيع الجسم تحمل هذا البرد وفنجان من القهوة يعقبه فناجين وأوراق متناثرة بخطوط الحبر المنقوش عليها، ويتزامن مع ذلك صوت هشيم أوراق الأشجار وصفير الرياح الصادر من بينها. الطبيعة والتأمل من أهم الأدوات التي تلهمني وتحيي في روحي الهمم.
* الخوف والقلق والتردد من العوامل المصاحبة لأي عمل ولكن تكون للعمل الأول مثل قيود الحديد كيف انتصرت على ذلك ودفعت روايتك لدار النشر؟
- عندما يعلم الشخص أن لديه حياة واحدة فقط، وإنه سيجد العديد من الإخفاقات والنجاحات المصاحبة له طوال حياته وفي العديد من جوانب الحياة، وليس فقط في مجال الأعمال. من هنا سيدرك أنه يجب عليه التخلص من أغلال الخوف والقلق حتى يخرج جوهر الحقيقة إليه حتى يعرف ما إذا كان قد نجح، وإذا فشل في الواقع الملموس وغير المحسوس فقط ثم عليه أن يقرر ليحكم على نفسه، وآمل ألا يكون حكمه على نفسه مصيريًا. من يفشل ينجح، لأنه بالتكرار يذوب ويتحطم الحديد، ونتشكل بعزم وإصرار من جديد. بينما أدركت كل هذا، ذهبت إلى دار النشر لأعيش أحلامي في حياتي الوحيدة التي سأعيشها.
* ما سبب اختيارك لذلك العنوان وهل كان هو العنوان الأول أم أنك كتبتِ عناوين عدة؟
- هناك الكثير حول سبب تسميته، لكني سأقدم واحدًا منهم والباقي سيكون تحت تصرف القارئ، الذي له الحق في تخيل سبب الاسم. كان العنوان وحيدًا، مثل فكرة سقطت من مكان بعيد، بل بالأحرى مثل بذرة زرعت في الأرض لتنمو شجرة. خلال المراحل الثلاث التي مررت بها أثناء كتابة الرواية، رأيت كيف يمكن للإنسان أن يكون مثل القماش ويحمل الكثير بداخله. لا يعرف مصيره ولا يملك القدرة على اختيار جنسه أو عرقه، لذلك ربما لا يعرف البعض كيف تم تشكيله وأنه مسيَّر وليس مخيَّر في كثير من الأمور في الحياة. إذا بحثنا عن الفكرة في العنوان، سنجد الكثير وراء سجاد ممزق يسعى الذي نبحث عنه.
* برأيك الموهبة وحدها تكفي أو إلى ماذا تحتاج حتى تكون مكتملة النضوج؟
- الموهبة مثل شرارة الشعلة، ولكي تظل الشعلة مشتعلة عندما يكتشفها الإنسان بداخله، ولكي لا تنطفئ هذه الشعلة، يجب عليه البحث واستكشاف ما يجعلها تنمو. الكون متسع بالعلم وربما لا يمكن للعقل البشري أن يتخيل ذلك، بغض النظر عن مدى ضمانك لإتقان ما تحب، صدقني، ما زلت تتعلم، فأنت لا تزال في المنتصف. ما أوصي به هو أن يكثف قراءته واستكشاف ما هو خاص بمجال موهبته وتخصيص وقت للتعليم الذاتي والاختلاط مع أبناء وأساتذة مهنته من يرشدونه بالنقد البناء والمعرفة الكافية لتجعله يتسلق السلم دون كسره عليه، حتى يتم تطويره وحتى يكون لديه نجوم لامعة تتألق مع شعلة الموهبة.
* ما سبب اختيارك دار «أثر» وبماذا تتميز عن بقية دور النشر؟
- السبب الأول لأنني روائية سعودية، وأردت أن ندعم بعضنا بعضًا نحن أبناء الوطن فذهبت إلى دار نشر محلية، وهذا لا يعني أنني أوجه بعض الناس وأدعم الأفكار المركزية المتعصبة ولكني أثق في مهارات شباب بلادي وأريد أن نكون مع بعضنا بعضًا فريقًا مضيئًا يخبر الدول والإخوة المجاورين أن لدينا دور نشر سعودية وكُتابًا يتجهون نحو الهمم والإلهام المضيء.
لقد تلقيت قبولًا للعمل الروائي من دور نشر عدة، لكن عندما وقعت عيني على عقد دار «أثر» الذي قرأت عنه وعن أعماله الواسعة من حيث النشر والتوزيع والترجمة، وجدت أنه يجب وضع سجاد ممزق يسعى وطباعته ونشره هنا حيث تم إثبات المصداقية والحقوق لكل من الكاتب والناشر، ولا يوجد قصور في الدور والإخوة الباقيين، لكن دار الأثر وجدته واسع الأفق، جيدًا في التعامل، متكاملاً ويبحث عن التطوير، وستجد ذلك من حيث التعامل مع مدير الدار أ.عبدالله فهد الغبين والموظفين القائمين على الدار.
* كم من الوقت تمضين مع خير جليس وما أنواع الكتب التي تقرئينها بكثرة؟
- في الواقع، لأنني شخصية واقعية للغاية، لا يوجد وقت محدد مع خير جليس. الخير الذي نتمنى لو كان لدينا كل الوقت من أجله، لكن محيطي الذي أعيش فيه ضيق ومحصور إلى حد ما في إطار الأسرة وبعض الأصدقاء الذين يفصلوننا عن مسافات طويلة، لذا فإن وقتي يكون بحوزتي أغلب الأحيان، فتجد الكتب والمشاهدة من وسع مداركي ومعرفتي وكانت أفضل رفيق لي ولم تزعجني وتتعارض مع أفكاري. أنواع الكتب التي أقرأها مثل الكرة الأرضية وتنوع سكانها، لكنني أميل إلى الأنثروبولوجيا، والكون، وبعض الشخصيات العربية العظيمة مثل الراحل غازي القصيبي -رحمه الله، وبعض الروايات الأجنبية مثل قواعد العشق الأربعون وحليب أسود لأليف شفق، وكتب التاريخ مثل البداية والنهاية لابن كثير، والكتب القصصية مثل ألف ليلة وليلة، والشعر العربي القديم السائد على كل قراءتي، لكنه يؤلم لأنني لست الشخص الذي يحفظ الشعر بقدر ما يقرأه، لكني أحبه وأتغنى به.
* نافذة الشعر هي النافذة الأولى كيف ترين صداها عند متابعيك وهل تراودك فكرة جمع قصائدك في ديوان؟
- من وجهة نظري أيضًا أن الشعر يرمز للعرب، ولكي أكون صادقة، أنا كاتبة جديدة على المنصة خرجت للتو، لذا لا أعرف عمق الصدى الذي قد يسلبهم أو يصل إلى ذواتهم.
وما أعرفه جيدًا هو أن الشعر مرتبط في روحي برباط وثيق، وهو الشيء الذي يجعلني أرفع يدي بفرح، وربما أضرب بعضها بعضًا في حزن وفقًا لإيقاع وكلمات القصيدة. في الواقع، في الوقت الحاضر لا أفكر في جمع القصائد، لأنني كما قلت سابقًا ما زلت أعمل على نفسي، لكن عندما يتوسع ذهني، قد أفكر في بناء كتاب وديوان شعر عربي، وسيكون ذلك رائعًا. لكي يكون لديك كتاب شعر يجب عليك البحث عن الكنز لأن الشعر هو الكنز الذي ما زلت أحفر في الأرض من أجل الحصول عليه.
* ما المواهب التي خلف الستار ولا نعرفها ونأمل أن تعرجي عليها؟
- أنا مقتنعة بأن خلف الستار هناك أنهار، وأن جميع البشر لديهم عوالم غير مرئية وربما لا يرغبون في إخراجها إلا عندما تصل إلى تكوينها المكتمل. لذا خلف هذا الستار لدي أشياء ستظهر قريبًا. ستخرج عندما تكتمل وتظهر بشكل صحيح ومتقن، لكنني سأكشف شيئًا واحدًا وهو أن لدي القدرة على ابتلاع الأصوات (الممثلين الصوتيين) وإخراجها من فمي، مثل الممثلين الصوتيين الكارتونيين الذين اعتدت مشاهدتهم على قناة سبيستون قناة شباب المستقبل عندما كنت صغيرة، أنا الآن من بين شباب المستقبل وأتمنى أن أكسب الحب والاحترام مثلما اكتسبه هؤلاء المبدعون وزرعوه في قلوبنا.
* حضور ومشاركة روايتك سجاد ممزق يسعى في معارض الكتب الدولية، ماذا يعني لك وهل يصلك نتيجة لعملية الإقبال على الرواية؟
- عندما تعلم أن عملك الأدبي أو أيًا كان إنجازك قد أصبح يتجول ويتسلق على الأرفف الدولية، ستجد أنك تشعر أن جزءًا من روحك هو الذي يذهب ويسافر، هو الذي يقع بين أيدي وعينين ومشاعر. هذا يعني بالنسبة لي أن روحي المكتوبة لا تزال تعبر وتعيش في هذه الأرض وأن الإحساس بالحياة جيد. أثبت لي أيضًا أن الدار التي نشرت فيها لها القدرة على النشر والتوزيع والمنافسة والسعي لتحقيق النجاح. تلقيت بعض الرسائل الخاصة على تويتر من بعض القراء الذين أشادوا بواقعية الرواية ومدى تأثرهم بها. أنا أقدر تقديرًا عاليًا الوقت الذي قرأوا فيه الرواية ودخولهم لي والتعبير عن رأيهم، لكنني تمنيت منهم أن يشاركوا رأيهم في العلن ليساعدوا في نقل الرواية، لكن لكل فرد ظروفه وطرقه الخاصة، لذلك أنا أتفهم. المهم أن تصل إلى عقول تشعر بحروفها.
* إحدى المتابعات, وهي روائية أيضاً أشارت بي لو أنكِ اكتفيت بكتابة سجاد ممزق عنوانًا للرواية, ماذا تقولين لها؟
- الفكرة التي تم تقديمها رائعة وقد خطرت ببالي من قبل، لكنني أردت إضافة السعي بحيث يرمز العنوان إلى القليل من الأمل في نفس القارئ ويجعله يتخيل أن السجادة الممزقة على الغلاف ستمتد في السعي لتجمع نفسها. ولجعل القارئ يلجأ أيضًا إلى ما هو هذا الشيء الممزق، وما يجعل هذا الشيء الممزق يجتهد رغم تلفه. أن الحكايات المأساوية التي تختبئ وراء الأمل أكثر إيلامًا، كجندي أصيب بإصابة وشيكة، لكنه ما زال يزحف إلى بندقيته من أجل حماية وطنه، ومن يعيش في قلب وطنه أسرته التي يحبها أكثر من أي شيء آخر، السعي يعني الإقامة.
ما خططك القرائية لعام 2022م وما رؤيتك التي تسعين إليها من أجل أن تضاعفي من أنتاجك الإبداعي في الرواية والشعر؟
في الوقت الحالي أنا أتجهز لاستخدام خطة فلسفية استنتجتها من ذهني، وهي القارب الصغير والمجاديف، وبحلول نهاية شهر يناير، سأقوم برحلة بحرية مختلفة عن رحلاتي البرية السابقة، وبعد ذلك سأصطاد خطتي لعام 2022 م من قاع البحر. إن رؤيتي تولد وتتجدد، فالصباح يتجدد بعد ظلام الليل القاحل، لذلك أستطيع أن أقول إن لدي رؤية مضيئة وبحثًا طويلاً من أجل تطوير قلمي الروائي والشعري، وقبل كل شيء من أجل أفكاري ولكي تتوسع خيوط عقلي وتنمو أكثر. أريد أن نعود ونغنى بالشعر العربي كما فعلوا من قبل. أريد أن تنتشر مناسبات القصائد من خلال الرواية، لأن مناسبة القصيدة تجعلنا أحيانًا أكثر تأثرًا من قراءة القصيدة وحدها. لذا التعلم واكتساب المهارات هو أكبر معالج ومغذٍ لتطوير الإنتاج.
* على خطى العرب,, هل أنتِ تمشين على خطى أحد أو متأثرة بفكر عربي أو عالمي ولك رغبة في أن تمشي على تلك الخطى؟
- هناك العديد من الشخصيات العربية والعالمية العظيمة التي تأثرت بها، وخاصة الشعراء العرب في العصور القديمة، لكن ليس هناك أحد سأعرج على خطاه. قدمي وأقدامهم وزماني وزمانهم مختلفان. ما أريده هو أن أجعل لي بابًا جديدًا، بابًا لا ينكر اكتسابًا وتعلمًا موروثًا من الأدب والعلوم التي تشربتها من اللغة العربية وصناعها. سأكون مزخرفة برمز جديد لن يكون كبيرًا أو صغيرًا، لكني سأكتفي أن يكون من نسيج آمال الصويلح الذي نسجته لنفسها.
* ماذا قيل لك قبل وبعد عن روايتك الأولى وكيف كان دعم الأسرة والأصدقاء لك؟
- الشيء الذي أتذكر أنه قيل لي قبل الرواية هو كلمات أختي الصغيرة التي تتمتع بالوعي والحس الحاد الذي يجعلني أشك في أن هذه ليست أختي الصغيرة، بل هي الأكبر التي آمنت بي كثيرًا قائلة آمال لديها القدرة على تحريك المشهد أمام عينيك من خلال أبجديتها التي تجعل المشهد الصامت مشهدًا متحركًا وملموسًا، كانت تخبرني أن لديّ سحرًا في كتاباتي، وكانت أول من قرأ لي قبل أن أنشر الرواية وكانت أفضل قارئة. أما ما قيل لي بعد الرواية فهناك الكثير من بعض الآراء التي أقدرها ولن أتمكن من مناقشتها بالتفصيل، لكن ما علق في ذهني ولمس روحي هو ما كتبته الصحفية والكاتبة مسعدة اليامي، لقد أثارت حماستي وحواسي العقلية من خلال قرأتها ورأيها.
تلقيت الدعم أولاً من نفسي ثم من خلال الأسرة، لأنك إذا لم تعل نفسك فلن يرفع أحد داخلك ولن يجلب أحد الماء من ينابيعك ما دامت لا تخرج. لا تعتمد على أي شخص بشكل كامل إلا نفسك أيضًا أنا فخورة بعائلتي، وأعتز بأصدقائي، وأنا فخورة أكثر بكون لي أب خارق ورجل رائع يلتف حولي من جميع الجوانب، لقد كان داعمًا جدًا لي، وكانت أفكاري التي التقى بها مختلفة عن بقية أفراد الأسرة، فهو يقول إنك لست مثلنا لكنك ولدت بمزايا تفوقنا، لكنني سأكون معك ما دمت أتنفس في هذه البقعة وأنا فتاة مفتونة جدًا بهذا الخارق. كان أبي ودعمه لي أشبه بالوقوف في المسرح وكل الجمهور لا يضيء في عينيك إلا بوجود شخص واحد يمكنه أن يدفعك إلى الأمام وأبي هو هذا الشخص.