صالح الهويريني

* عندما سجل الهلال هدفه الرابع (4/ صفر) في مرمى الأهلي في مباراة الجمعة الماضية، ومن خلال الثلث الأول من زمن شوطه الثاني، توقعت أن يعيد الهلال ذكرى (الأهداف الاتحادية الثمانية) في المرمى الأهلاوي قبل أكثر من خمسة عقود على اعتبار أن الأهلي وقتها (وهذا مهم) كان فريقاً مفككاً (بالذات دفاعياً)، وكان الوصول إلى مرماه سهلاً وميسراً..

* نعم.. هكذا كان يقول واقع دفاع الأهلي في مباراة الجمعة الماضية، ولكنها -إرادة الله أولاً- ثم رعونة التهديف التي لازمت مهاجمي الهلال من خلال تعاملهم مع فرص التهديف التي تهيأت لهم أمام مرمى الأهلي الذي كان يحرسه ياسر المسيليم..

* هذا الذي حدث من مهاجمي الهلال كأنه انعكس إيجاباً على نفوس لاعبي الأهلي، وجعلهم يشاطرون الهلال ويسعون إلى تقليص فارق النتيجة، وهذا ما حدث حيث تمكنوا من تسجيل هدفين، فتقلصت الخسارة إلى (2/ 4) بدلاً من فارق الأهداف الأربعة، وهذا يسجل ضد لاعبي الهلال، وأحدث ردة فعل غاضبة من جماهيرهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي..

* أقسى انتصار يحققه فريقك وتشعر بلذته هو أنه يعطي منافسه أملاً بالحصول على بطولة، ومن ثم يهزمه فريقك ويحقق البطولة على غرار ما فعله فريق سلة الهلال بنظيره النصراوي من خلال السيناريو الذي حدث في مباراتي الفريقين (الدورية).. والفاصلة على اعتبار أن النصر عندما فاز في المباراة الدورية فرض تلك (المباراة الفاصلة) لتحديد بطل الدوري وراح الهلال من خلالها يحقق الفوز، ويحصل هو بالتالي على البطولة.. (كانت قاسية على النصراويين)..

* نعم.. قاسية بل وقاسية جداً لأن خسارة النصر لبطولة السلة كانت امتداداً لخسائر تجرع النصراويون مرارتها ومن أمام الهلال أيضاً في هذا الموسم، ومن خلال كرة القدم (آسيوياً.. ومحلياً)..

مباراة من الذاكرة

* لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة مباراة الهلال والاتحاد الدورية التي أقيمت في يوم 17-5-1434هـ لأكثر من سبب، لكن أهم تلك الأسباب هو الذي يكمن في التالي: لأن فوز الهلال في هذه المباراة تسببت في أكبر (غربلة) شهدتها صفوف الفريق الاتحادي، وتسريح أهم لاعب في تاريخ الاتحاد (محمد نور) الذي ذهب مرغماً للنصر..

* إضافة إلى تسريح أيضاً حمد المنتشري ورضا تكر ومبروك زايد الذين اضطروا لإعلان اعتزالهم.. ورابعهم مشعل السعيد الذي ذهب للعب مع فريق الفتح، خصوصاً أن تلك المباراة (مباراة الغربلة) كانت هي أول مباراة يشارك فيها (أحمد الفريدي) مع الاتحاد بعد انتقاله من الهلال، ومن خلالها تم منحه (شارة القيادة)..

* وللعلم.. أن (مباراة الغربلة الاتحادية) انتهت نتيجتها (4/ 2) لمصلحة الهلال، وكان هو البادي بالتسجيل بواسطة نواف العابد، وبعدها سجل الاتحاد هدفيه عن طريق سعود كريري وفهد المولد، ومن ثم سجل الهلال ثلاثة أهداف بواسطة نواف العابد، وعبدالله الزوري، وياسر القحطاني.. كما شهدت المباراة طرد لاعب الاتحاد إبراهيم هزازي من خلال آخر دقائقها بسبب اعتدائه على الزوري..

كلام في الصميم

* عادوا لطلب حكام محليين لإدارة مباريات فريقهم بعد أن أصبح الحكام الأجانب الذين يتم استقطابهم (ما يجون على كيفهم) أو حسب رغباتهم واشتراطاتهم على غرار ما حدث في مواسم سابقة..

* فوز الهلال على الأهلي أدخل الأخير دائرة الصراع من أجل البقاء.. الهلال فعلها أيضاً بالأهلي في دوري 1408 عندما فاز عليه بهدف هذال الدوسري، ولم يتأكد بقاء الأهلي في دوري الكبار إلا بعد مباراته الأخيرة أمام القادسية التي كسبها بهدف مدافعه طارق مسعود..

* خاتمة.. اللهم احفظ السعودية من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ووفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين واحفظهما وكل رجال أمننا، وانصرهم على أعداء بلادنا.. اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.