باسم اللجنة الاستشارية في مجلس أوراف الأدبي أرحب بكم جميعاً، فلولا الله ثم تحفيزكم واهتمامكم ما كان للمجلس هذا النجاح، ولا هذا الصيت الحسن الذي جمع هذا الحشد الكريم من مختلف أرجاء بلادنا الكريم؛ إذ جاؤوا متكبدين المشقة ليشهدوا عرساً ثقافياً سيماه الخلود.
ويشرّفني نيابةً عنكم أن أرحب بالقاص الرمز أبي غسان محمد علي علوان الذي أكرمنا حين أتاح لنا فرصة تكريمه، وأضاف لنا تميزاً نفخر به، وليس بمستغرب على متميز مثله أن يمنح محبيه شهادات تميز.
محمد علي علوان اسم عرفناه منذ أزمان، وقرأنا له، ومن خلاله أيقنا أن القصة السعودية بخير، قاص مقتدر يمتلك مخزوناً قرائياً وإبداعياً، ويعد من جيل التحديث المتزن.
ومن خلال عملي الأكاديمي أعي جيداً وزن قاصنا المُجَلّي، وأدرك قيمته الفنية كما تدركون، وهو ممن جمع الله في كتاباته جمال الشكل والمضمون، وجمال الروح التي تنزف حروفاً من نور، وآتاه الله احترافاً قل نظيره، وإن كانت سلاسة الشعر توصف بالطبع فإن سلاسة السرد توصف بمحمد علي علوان.
لا أبالغ إن قلت إننا أمام مدرسة قصصية متفرّدة نشأ في كنفها جيل مبدع جاد معتدل الرؤية سامي الهدف، وتعلم منه هذا الجيل كيف يكون العمل بإتقان، وكيف الإبداع يُصان.
وصحيح أن المعروف لا يعرف غير أن سنة التكريم تقتضي تسليط بعض الضوء على مصدر الضوء.
أبو غسان محمد علي علوان ولد في أبها عام 1369هـ- 1950م، حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية والأدب العربي من كلية الآداب في جامعة الملك سعود عام 1394هـ- 1974م، وعمل في وزارة الإعلام منذ تخرّجه، ومع عمله كان مشرفاً ثقافياً في عدد من الصحف والمجلات، وفي وزارة الإعلام علت به المراتب بعلو همته إلى أن أصبح وكيلاً للوزارة لشؤون الإعلام الداخلي.
وأبرز مؤلفاته
الخبز والصمت (قصص قصيرة) صدرت عن دار المريخ عام 1397هـ- 1977م.
الحكاية تبدأ هكذا (قصص قصيرة)، صدرت عن دار العلوم في الرياض عام 1403هـ- 1983م.
دامسة (قصص قصيرة) صدرت عن نادي أبها الأدبي عام 1419هـ- 1998م.
هاتف (مجموعة قصصية) صدرت عن نادي أبها الأدبي 1434هـ- عام 2014م.
لذاكرة الوطن (مجموعة مقالات) صدرت عام 1414هـ.
إحداهن (مجموعة قصصية) صدرت عن النادي الأدبي بالرياض عام 1439هـ- 2019م.
طائر العِشا (مجموعة قصصية) صدرت عن دار سطور عام 1440هـ- 2020م.
وكتبت عنه عدة دراسات نقدية، منها:
رسالة ماجستير في جامعة الملك خالد بعوان: دلالة المكان في مجموعة دامسة، للباحث مكي موكلي.
وقد أحيا عدة أمسيات قصصية ذات نكهة خاصة، ومثّل بلاده في أكثر من محفل، وله عدة عضويات علمية وثقافية وفخرية، وبمثل يُفخَر.
هذا قليل من كثير، ولن أستأثر بالحديث عنه، وحوله محبوه وتلاميذه لديهم ما يقولونه وما نترقبه.
وعوداً على بدء أكرر شكري للقاص القدير محمد علي علون على استجابته، والشكر موصول للحضور الكريم، وللصحفيين الأفاضل الذين شرّفونا بالحضور لتغطية هذا الحدث الثقافي البهيج.
ودامت لنا المودة تجمعنا في مجالس من نور وحبور.
** **
- أ. د. فواز بن عبدالعزيز اللعبون