أعشاش مهجورة
رأيت بلبلاً يتنقل من شجرة إلى شجرة ، يبحث عن أنثاه الحقيقية ، لا يجدها ، يهاجر ثم يعود ، ويظل يتنقل دون جدوى ، يبني عشاً ؛ ويبني آخر ، لكنه لا يستقر في عش ..
يهجر كل أعشاشه وينام فوق شجرة أغصانها يابسة وقابلة للكسر وبعضها يتساقط ..!!
قرأ الكتاب
- سألها :
ماذا قلتِ لها؟
ماذا قالت لك ..؟
أدارت ظهرها وغادرت الحظيرة ، لحقها ، خلعت فردةً من نعالها ورمته بها ..
لم تحمر عيناه ولم ير شروق الشمس ولم يتناول ملاءة ، لكنه قرأ الكتاب ..!
كمامة
اتجهت نظراتهم إليه ، لم تستطع زوجته تغطيته بردائها الرمادي ، ظلت نظراتهم تطارده ، بقي هو يلبس الكمامة السوداء ، قلعت زوجته النخلة الشاردة نحو السماء والقابعة بجوار المسجد .
عشاء بلون الرماد
تناولا العشاء في إحدى المناسبات ، أحدهما وصف العشاء بأنه رمادي ، الآخر قال بأنه : سيتعاقد مع هذا المطعم في أقرب مناسبة له .. تشاجر مع صديقه ..
طرف ثالث فاجأهما وناول الأول فاتورة مديونية عشاء ، عمرها خمسة عشر عاماً ..!
تعداد
أُغلق باب المدرسة ، بعد شهور زاد عدد أطفال القرية !!
الصمت لم يتكسر
لا أريد لهذا البناء أن يستمر ؛ المآذن تتصدع ، الأشجار تتكسر أغصانها ، الشوارع تتمزق أرضياتها ، السماء يسود لونها ، البحار يزداد هيجانها ، حتى الناس يسيرون باتجاهات متعاكسة ، فكيف أسمح لهذا البناء أن يستمر ..؟!
استمع إليه معظمهم ..
حاوره شخص منهم ، يطيل شعر رأسه ؛ وقال له : وهل أنت إلا جسد عار يُغطى بملاءة ؛ ربما تكون هذه الملاءة مثقولة أو ممزقة ..!
نظر إليه .. صمت وما زال صامتاً ..!!
مساران
انتهى من صلاته ،
التفت خلفه ، بصق ..!!
قطرات هاربة
قفز على الماء ، خرج مبللاً ، لم يستطع تجميع القطرات التي تتساقط من جسمه ..!!
عرجاء
عاد من رحلته ، استقبلته مجموعة من الضفادع ؛ إحداهن عرجاء ..
لم يبتسم ، لكنه لوح ليده نحو الجهة الأخرى ، غادرت الضفادع ، بقيت العرجاء ، بقيت حتى الصباح ثم غادرت وهي ممسكة وردة ، لكنها غير صفراء ..!
شهادة من جحا
في أول زيارة لها شاهدت منارات المدينة شامخة ، وفي ثاني زيارة رأت تلك المنارات متصدعة وربما متساقطة أحجارها ، لكنها في الزيارة الثالثة للمدينة لم تر ولم تشاهد أي منارة .. حينما لملمت وجمعت تلك المشاهدات لم تكن أربع مشاهدات كما كانت متيقنة ومعتقدة ..!
دور السينما والمسارح ملأت أرجاء المدينة ، ابتسمت طفلتها وسألت : من هو السيد جحا ؛ الذي شاهدناه في إحدى المسرحيات ..؟!
احتكار
أحبته،
أشربته السم..!!!
نقلة
أضاء المدينة،
ما زالت الشمعة تحترق بهدوء!
** **
- حسن علي البطران