لا أعرف من أين أبدأ ملامحي هذا الأسبوع؟ لأني سأكتبُ عن مهرجان شعر نجح وتفوّق مع مرتبة الشرف العالمية في الشِعْر، وإصبعي يرتجفّ حين أحاول التقاط بعض المآخذ فيه من خلال ممالحي المعتادة في هذه الزواية لأنه باختصار لا توجد لا مآخذ ولا يحزنون!
فكاتبكم وقع في حيص بيص فإن كتبت مادحاً قالوا لأنه شارك وما يمدح السوق إلا من ربح فيه!
وإن كتبت بعض الهنّات - هذا إن وجدت أصلاً - في المهرجان قال منظموه : وربي السعلي هذا ما يستحي نكرمه ويهجونا؟!
وبعد تفكيرٍ بصراحة مضنٍ، تقمّصتُ دور الصحافي وبدأت بإعداد أسئلة، وحين أتيت مسؤول ورئيس فعالية النادي الأدبي بالباحة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للشعر على منصّة (الواتساب) صوتيا، دون أن يشعر تحدّث عن كل أسئلتي الصحافية التي في رأسي بل وأكثر وجدت فيه سبقا صحافيا، ففرّغتُ كل ما قاله بصوته وكنت في قمّة السعادة لأني (بخبثٍ) صحافي سعلي تركتُ لرئيسه الأديب الشاعر حسن بن محمد الزهراني يتحدّث عن ذلك بنفسه حين سألته كيف جمعتم كل شعراء الباحة وليس كلهم بطبيعة الحال والذين شاركوا في الاحتفالية بـ40 شاعراً وشاعرة، وما جديدكم وكيف كان تحفيزه لي حين علمتم بأني وسط كوكبة من المبدعين الشعراء فقال:
[ظهر صوت السعلي وتفرده وتميّزه، قد تعجب ذائقة هذا وقد لا تعجب ذاك والأهم لك بصمة خاصة أنك صنعت جوّا شعريا وشاعريا مختلفا..
الشِعْر يا صديقي فضاء مفتوح، تستطيع أن تقول ما تشاء وستجد من يعجبه قولك وستجد من لا يعجبه.
فالمبدعون المجددون يريدون أن يخرجوا بالشعر من نسقه المعتاد، ويقولون هذا هو الشعر الحقيقي، وكتّاب الشعر العمودي الأصيل يقولون هو الشعر فلماذا نخرج عنه؟!
وإنما يزعجني الإسفاف بالشعر سواء كان عموديا أو غيره ويزعجني أكثر كثرة السقطات اللغوية التي تَحْدث.
أما بالنسبة للشعر الشعبي فهو فن مستقل ونغم قريب إلى ذائقة العامة و أنا دمجت في بعض القصائد أبيات شعبية وهو تقليد ليس بالجديد..
اسمع يا سعلي:
حكاية أنك تقيم مهرجانا عاديا ليس هذا في قاموسي
هذا العام جعلنا يوم الشعر لشعراء وشاعرات الباحة
وأنا أشكر لهم استجابتهم وتفاعلهم وصدق انتمائهم ورقي إبداعهم والعام الماضي أقمنا مهرجان الشعر عن الشعر بحيث لا تسمع إلا ما قيل عن الشعر، وذات مرة في يوم الشعر تتذكر أقمنا أمسياتنا عن بعد عن طريق منصتي (اسكايب والإيمو) 2015 م ليشاركنا شعراء عرب من مختلف دول العالم على مدار 3 ساعات وهذا سبق يحسب لنادي الباحة الأدبي على مستوى العالم العربي، وخذ مثلا في الاحتفال باليوم الوطن حاولت أن أضع كل عام عملا مختلفا لم يتكرر، قبل الكورونا احتفلنا بالبطل بخروش بن علاي في قلعته وكان للندوة الوطنية ذالك العام حضورا مدهشا، وأيام الكورونا عملتُ بطاقة شكر شعرية لرجال الأمن، فيها مقطوعة شعرية تشيد بجهدهم وتقدّر عملهم وتثني عليهم، وذهبنا وزرناهم في أماكن عملهم والجميع يتمتعون بإجازة اليوم الوطني أذكر أنّا زرنا حارس عند أحدى المنشآت كبير في سنه و عندما قدمنا له ما لدينا بكى وقال: أنا ما كنت أتخيل حد يتذكرني بمثل هذا !
قلت له: هذه باقة ورد، وشهادة شكر بأبيات شعر تتحدث فيها عن إخلاصكم وأنكم العيون الساهرة على راحتنا وهذه مجموعة كتب من إصدارات أدبي الباحة وفي أحد احتفالاتنا باليوم الوطني دعونا طلاب التعليم العام معنا في الاحتفال باليوم الوطن ليعبر كل منهم بمشاعره وامتلأت القاعة بأكملها، ومما أعتزّ به كثيرا أن الكثير من الأدباء والشعراء الذين شاركونا قالوا: نحن ما عرفنا وانطلقتا إلا من خلال مهرجانات وملتقيات نادي الباحة الأدبي،وللحق فالأندية الأدبية تقدم حراكاً مميزاً شرّف المملكة عربيا وعالميا، أما مهرجان «الباحة الشاعرة « فمخطط له منذ أشهر وله هدف أكبر فنحن نريد أن نضع قاعدة بيانات لشعراء الباحة ونصدر بها معجما لهم ..
سطر وفاصلة
شكرا أدبي الباحة لهذا الجمال
شكرا حسن الشِعْر لإخلاصك وتعبك
شكرا لكل الشعراء الذين احتفلوا بيوم الشعر في يومه العالمي، الجميع كانوا مبدعين متألقين
** **
- علي الزهراني (السعلي)