وفاء آل منصور
كانت المرة الأولى التي عانقت بها كتاباً وبدأت بتصفحه بنهم كبير كان كتاباً للدكتور / إبراهيم الفقي -رحمه الله - بعنوان (حياة بلا توتر) كنتُ حينها في السنة الأخيرة من الجامعة وكان الضغط الدراسي يؤرِّقني فاضطررت حينها أن أعقد صفقة مع جميع مؤلفات الراحل إبراهيم الفقي حتى بدأت أخرج شيئاً فشيئاً من تحت كنف كتبه الجميلة والمحفزة متوسعة أكثر في كتب تنمية الذات لبعض الكتّاب الأجانب أمثال زيج زيجلار، جون آدير، وغيرهم الكثير تدرجت في القراءة من قراءة شبه يومية إلى قراءة يومية تطول لساعات وأنا في صراع جميل مع الصفحات ما بين تعجب وإفادة ليتم بعدها إنهاء الكتاب وكتابة ملخص عنه في كتيبي الصغير والإعجاب ببعض السطور وتدوينها كي أعود لها كمرجع يُستفاد منه أثناء رحلتي الكتابية.
لتكون السنوات الماضية كفيلة لانتشالي من ضجيج الحياة إلى ضجيج الكتب الهادئة فتحملني معها إلى أوطان مختلفة.
فأشعر بعدها بالأمان النفسي الذي لطالما فقده بين صخب الحياة..
فاكتشفت حينها أنني أصبحت (تربية كتاب) فحين أُنهي كتاباً أتعطش لكتاب آخر كي أُخرج نفسي من زوبعة الأيام المتكررة، وبعد سنوات من التعمّق في كتب تنمية الذات انتقلت للجزء المفضّل لدي ككاتبة وقارئة وبدأت رحلتي مع الكتب الأدبية لكتَّاب الأدب من شتى جنسياتهم لتبقى الفائدة في الأخير ارتشاف الأدب بجميع أنواعه وأنماطه..
وتبقى القراءة الصديق الذي أتملل منه أحياناً فأعود إليه راكضة فأرتمي بأحضانه مجدداً..!