محمد عبد الرزاق القشعمي
وهكذا وعلى مدى أربعة عشر شهراً استعرضنا معكم الصحف والمجلات الصادرة في المملكة في عهدها الجديد إبان صحافة الأفراد (1343 - 1383هـ) (1924 - 1964م)، استعرضنا تلك الصحف بمجلتكم الثقافية من 22 / 1 / 2021م وحتى نهاية شهر مارس 2022م منها 32 جريدة ومجلة و15 مجلة صدرت من مؤسسات ووزارات خلال تلك الفترة.
لقد كان اهتمامنا بفترة صحافة الأفراد واستعراضها لكم لعدم معرفة هذا الجيل بها ولكونها كما قالوا عنها إنها صحافة الرأي، أما الصحافة التي أتت بعدها فهي صحافة الخبر، أي صحافة المؤسسات.
ففي 24 جمادى الآخرة 1383هـ أصدرت وزارة الإعلام بياناً جاء فيه:
قرر مجلس الوزراء إنهاء امتيازات الصحف والمجلات الصادرة حالياً في المملكة ونقل امتيازها إلى مؤسسات أهلية بموجب تنظيم سيوضع لهذا الغرض في خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر.. تبقى خلالها أوضاع الصحف كما هي عليه.
ثم صدر نظام المؤسسات الصحفية الأهلية في 24 شعبان 1383هـ / 13 يناير 1964م وفيه: المؤسسة الأهلية للصحافة هي مشروع تقدمه مجموعة من الموظفين السعوديين تمنحها الدولة امتياز إصدار صحيفة أو أكثر.. ولوزارة الإعلام الحق في الاعتراض على اسم أي واحد من المتقدمين بطلب إنشاء مؤسسة.
وفي غضون شهر رمضان قدم معظم أصحاب الصحف البيانات المطلوبة بأسماء أعضاء مؤسساتهم لوزارة الإعلام، وقد أعيدت البيانات بالموافقة عليها بعد إضافة بعض الأعضاء واستبعاد البعض الآخر (عثمان حافظ.. تطور الصحافة) وتلك المؤسسات هي:
1 - مؤسسة البلاد للصحافة والنشر: أصدرت جريدة البلاد بجدة العدد الأول في 2 / 11 / 1383هـ ورئيس تحريرها: عبد المجيد شبكشي.
2 - مؤسسة المدينة للصحافة: أصدرت جريدة المدينة بجدة العدد الأول في 1 / 11 / 1383هـ ورئيس تحريرها: محمد علي حافظ.
3 - مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر: أصدرت جريدة عكاظ بجدة العدد الأول في 12 / 6 / 1384هـ ورئيس تحريرها: محمود عارف.
4 - مؤسسة مكة للطباعة والإعلام: أصدرت جريدة الندوة بمكة في الأول من شهر ذي القعدة 1383هـ ورئيس تحريرها: محمد حسين زيدان.
5 - مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، مقرها الرئيسي الرياض، تصدر جريدة الجزيرة في الرياض، العدد الأول 20 صفر 1384هـ تصدر أسبوعياً مؤقتاً، ورئيس التحرير: عبد العزيز السويلم.
6 - مؤسسة اليمامة الصحفية، مقرها الرئيسي الرياض، أصدرت جريدة اليمامة بالرياض أسبوعياً، رئيس تحريرها: حمد الجاسر، تحولت فيما بعد إلى مجلة أسبوعية. وفي 1 محرم 1385هـ أصدرت جريدة الرياض اليومية، ورأس تحريرها: عمران محمد العمران. وقد كتب افتتاحية العدد الأول ناصر المنقور، والمشرف على التحرير حمد الجاسر.
7 - مؤسسة الدعوة الإسلامية للصحافة والنشر، أنشئت في 26 / 1 / 1384هـ أصدرت جريدة الدعوة، العدد الأول في 9 / 1 / 1385هـ، رئيس التحرير: عبد الله بن إدريس.
8 - مؤسسة دار اليوم بالمنطقة الشرقية، الدمام، تصدر جريدة اليوم أسبوعية ثم نصف أسبوعية، العدد الأول في 2 شوال 1385هـ، رئيس التحرير: حسين خزندار.
وبالمناسبة فلعلي ألقي نظرة سريعة على بعض الصحف التي انتهت بتوقفها ولم يتسن لها الاستمرار، وكيف ودعت قراءها وهي: قريش والرائد والأسبوع التجاري، فقد قال شيخ الصحافة المكية أحمد السباعي مودعاً في عدد مجلة قريش الأسبوعية 219 في 26 / 10 / 1383هـ / 10 مارس 1964م، « لا ليس وداعاً!!
لا أريد أن أسميه وداعاً فإننا نستطيع أن نلتقي.. ونلتقي!
وإذا تعذر علينا غداً أن نلتقي على هذه الصفحات من قريش فليس معنى هذا أننا فقدنا الأمل في التلاقي، إنها رحلة جديدة إلى شيء جديد.. فاملك عليك نفسك.. ودعني أتفق معك على اللقاء قبل أن توادعني... إلخ.
وقال عبد الفتاح أبو مدين في مجلته الرائد الأسبوعية وفي عددها الأخير 204 ليوم الاثنين 11 / 10 / 1383هـ / 24 / 2 / 1964م..
« و.. نودع.!
هو وداع.. من حيث هو..
وداع شهر كريم.. ووداع عهد نشاط.. وكفاح وعرق..
ووداع فترة من الزمن، انصرفت بخيرها وشرها.. والحياة.. لقاء.. ووداع..!
ليس غريباً الوداع.. وليس غريباً اللقاء..!
وبينهما - اللقاء والوداع - لحظة، أو فترة، أو زمن.. وهو زمن، حين يطول، وحين يقصر... إلخ».
أما عبد العزيز مؤمنة فقال في العدد الأخير من جريدته الأسبوعية الأسبوع التجاري العدد 67 ليوم السبت 16 / 10 / 1383هـ / 29 / 2 / 1964م.
«لست مودعاً
أنا لست مودعاً قرائي..
أنا ملك لفكري وقلمي..
أنا لست أسير نظم.. ولا هيئات!
أولئك الذين ذرفوا الدموع بالأمس يودعون قراءهم نسوا: أننا أصحاب فكر.. ورسالة قبل أن نكون أصحاب حبر وورق.
أنا لن أهجر القلم.. ذلك المفرد الذي علمنا به الرب ما لم نعلم... إلخ».
وفي زيارة نادرة لمعالي الاستاذ جميل الحجيلان قبل بضع سنوات في منزله بالرياض برفقة زميله بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الاستاذ الناشر عبد الرحيم الأحمدي قال إنه مع بداية تأسيس وزارة الإعلام وتكليفه - بوزارة الإعلام - بُعيد عودته من الكويت سفيراً لجلالة الملك بها. ذكر أن اقتراح المؤسسات الصحفية بديلاً لصحافة الأفراد جاء بناء على ما اتفق فيه مع سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس الوزراء وقتها..
هي فترة ونقله مهمة ليتها تُعطى حقها من البحث والدراسة خصوصاً وقد مر عليها أكثر من نصف قرن.