سلمان بن محمد العُمري
عد كثير من الباحثين أن من أسباب السعادة والبركة في المنازل التقدير والاحترام المتبادل بين الزوجين، وخاصة الرفق واللطف مع المرأة فهي من أبرز الأسباب المعينة على السعادة الزوجية وبث الطمأنينة في المنزل، والتوفيق في الحياة؛ فالمرأة هي العمود الأساسي لكل بيت والترفق بها ومراعاة مشاعرها من أسباب السعادة والخير في كل شيء.
ولاشك في أن الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة يخلق جواً من الألفة، وذلك خلاف التوتر من الطرفين أو أحدهما واستخدام السب والألفاظ السيئة لأنها تنعكس بشكل سلبي على جميع أفراد الأسرة؛ فالتقدير والاحترام أهم ركيزة للحب في البيوت.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، وما أحوجنا إلى أن نقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر ولا سيما في هذا الشهر الكريم حتى يتحقق الغرض من الصيام وهو التقوى.
ونحن على أبواب شهر الصيام شهر الجود والإحسان الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتصفد الشياطين وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشهر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة مطالبون أن نغتنم هذه الليالي والأيام المباركة لكل عمل صالح، وأولى الناس بإحساننا للأهل والأقارب أن نحسن إليهم بالقول والفعل.
فالأم والزوجة والأخت والبنت مع صيامهن الطويل الذي يتجاوز الخمس عشرة ساعة ومع دخول فصل الصيف هن من يقمن بإعداد طعام الإفطار والسحور، ويبذلن جهوداً مضاعفة طوال الشهر الكريم وحقهن علينا أن نقدم لهن الكلمة الطيبة والدعوة الصادقة عند كل إفطار، وأن نختم الشهر المبارك بتقديم الهدايا المناسبة لهن.
إن البعض هداه الله محروم حتى من الكلمة الطيبة ولا يأتي منه سوى النقد والتوبيخ حتى في الشهر الفضيل تجده ذاماً لكل ما يقدم وغير شاكر، وقد حرم نفسه وحرم من حوله الابتسامة والهناء.
نسأل الله العافية، وما نقوله عن الأم والبنت والزوجة والأخت حينما يعملن في رمضان وعن أهمية الإحسان إليهن بالقول والعمل فإن العاملات في المنزل من الأخوات المسلمات ويعملن وهن صائمات مثل أهل البيت يستحقن أن نحسن لهن في هذا الشهر الفضيل؛ كما نحسن لأهلنا وذوينا وأن نرفق بهن قولاً وعملاً.
ما أجمل أن نجود بالكلمات الطيبة وبالعطاء والهدايا لأهل البيت وأن نقدر جهدهم بابتسامة جميلة وبالإحسان باللسان وبالبنان.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ورزقنا التوفيق والسداد في القول والعمل، ويغفر لنا ولوالدينا ويصلح بناتنا وذرياتنا.