«الجزيرة» - محمد العيدروس:
اعتبر السفير الهندي لدى المملكة السيد / أوصاف سعيد رؤية المملكة 2030 برنامجاً طموحاً تسعى لتحويل المملكة بشكل كامل على الصعيد الاقتصادي في المقام الأول، وكذلك التحول الاجتماعي إلى جانب الانفتاح الثقافي، كما تهدف بشكل أساسي لجعل المملكة لاعباً اقتصادياً مهماً في العالم.
وأكد السفير الهندي أن المملكة بالفعل هي أكبر قوة اقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يوجد مشروعات طموحة جارية كمدينة نيوم وأمالا ومشروع القدية والبحر الأحمر، وعند إنجاز كل تلك المشاريع ضمن رؤية 2030 ستكون بوابة لفتح كل أنواع الفرص لكل الشركات حول العالم، ونرى فرصاً أكبر للشركات الهندية باستخدام التقنية والمعرفة الفنية، فهذه أهداف ضخمة وكنتيجة لرؤية 2030 رأينا انفتاح الثقافة والترفيه والرياضة مثلاً حظينا مؤخراً بنقاش مثمر مع «اتحاد الكريكيت السعودي»، وأضاف: من الأمور التي تمت مناقشتها لماذا لا نجعل الرياض أو غيرها من مدن السعودية محطة لرياضة الكريكيت العالمية، حيث سيعمل هذا على جذب السياح والحيوية الاقتصادية للاقتصاد السعودي، وأنا أرى أن رؤية 2030 قد بدأت تؤتي ثمارها بالفعل بعد خمس سنوات.
كما تحدث السفير الهندي عن استقلال الهند ومدى علاقتها التاريخية بالمملكة قائلًا: نحتفل اليوم بمرور 75 عاماً على استقلال الهند، والأكثر أهمية هو أننا نحتفل في نفس الوقت كذلك بمرور 75 عاماً على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين الهند والسعودية ، ويمكنني ذكر ثلاث زيارات نجحت في إحداث نقلة نوعية في هذا العصر الحديث بالطبع، حيث كانت هناك زيارات عدة ، كانت الزيارة الأولى هي «للملك سلمان» ليست أثناء توليه الحكم كانت عام 2014، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مهمة في مجال الدفاع، فكانت هذه الزيارة حجر الأساس للتعاون في مجال الدفاع ومن ثم كانت زيارة رئيس الوزراء الهندي عام 2016 متبوعة بزيارة ولي العهد في 2019، وكانت آخر زيارة لرئيس الوزراء شديدة الأهمية والأثر حيثُ وقعت الدولتان على ما يعرف بمجلس الشراكة الاستراتيجية وأصبحت الهند الدولة الثالثة التي توقع معها المملكة هذه الاتفاقية، وهي تعتبر أكبر ثنائية بين الدولتين تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان من الجانب السعودي ورئيس الوزراء من الجانب الهندي.
وتحدث السفير أوصاف عن العلاقة التي تربط بين الشعب السعودي والشعب الهندي قائلاً: في السفارة نقوم بتشكيل مجموعات مختلفة مثل المجموعات التي تربط الأطباء السعوديين والهنود ومجموعات تربط بين الأكاديميين الهنود والسعوديين ورجال الأعمال ونحن الآن نبحث في إمكانية الربط بين الشباب السعودي والهندي فهذا أمر نضع فيه الكثير من الاهتمام.
واختتم السفير الهندي خلال حديثه لبرنامج (الدبلوماسي) الذي يتم عرضة من خلال القناة السعودية بواقع حلقة في كل يوم اثنين أسبوعياً قائلاً: حقيقة أنني هنا للمرة الثالثة وهذا يعكس عن وجود جاذبية من نوع ما في السعودية والتي تجذبنا للعودة كل مرة، لأنني عندما غادرت للمرة الثانية ظننت أنها الأخيرة ولكنني أجد نفسي أعود دائماً من جديد ، الزيارة الحالية تعتبر الأفضل وأنا استمتع كثيراً وبشكل كبير بإقامتي هنا، وهذا الفضل يعود الشعب السعودي على جعلها مكاناً مضيافاً وجعلها وجهة مشوقة للاستكشاف.
وذكر السفير الهندي لدى المملكة العربية السعودية د. «أوصاف سعيد» «لبرنامج «الدبلوماسي» انه يعمل سفير هنا منذ أبريل عام 2019 ولكن لم تكن هذي زيارته الأولى بل كانت الثالثة، وقد عمل سابقاً في المملكة لمدة سبعة أعوام وكان يشغل منصب رئيس القنصلية لأربع سنوات في جدة ، كما قال إنه كل مرة كان يشعر بالتغيير وهو تغير يُمكن رؤيته، ولكن هذي المرة كان التغيير كبيرا لأنه لم يكن يتوقع هذا التغيير وهو سعيد جداً بهذا ، وأكمل حديثه قائلًا: انفتحت السياحة بشكل كبير بين الآن والماضي لأنه عندما قمت بزيارة مدينة العلا عام 1996 كنت أرى تساؤلات عن سبب زيارة هؤلاء الناس وعما سيرونه، ولكن الأمر الآن أصبح أكثر شيوعاً بأن يقوم الناس بالزيارة واستكشاف مختلف المناطق الأثرية في السعودية ، وكذلك فإن التنقل داخل المدينة للعائلات أصبح أكثر يسراً وكذلك الاختلاف الأهم وهو مشاركة المرأة، حيثُ أصبح من الممكن رؤية مشاركة المرأة في الكثير من الأنشطة السعودية والذي لم نتوقع حدثه من قبل، لذلك فهو تغيير مرغوب ويقرّب السعودية من مصاف الأمم المتقدمة في العالم ونحن نرحب بهذا كثيراً ، وقد شهدنا هذا التطور على فترات مختلفة من الزمن، فيمكننا تقدير هذه الجهود المبذولة في السنوات الخمس أو الست الماضية خاصة تحت رؤية 2030 للتوسع ولخلق هذا المناخ، حيثُ يشعر الناس فيه بالترحاب وأن يتسنى لهم الإسهام بشكل فعّال في المملكة ، قد يظن البعض أن المملكة بلد لا تحتوي إلا على الصحراء والمناخ شديد الحرارة وهذا مفهوم خاطئ، حيث توجد الكثير من الأماكن المثيرة للاهتمام لذلك فإنني اطلب من أصدقائي أن يزوروا المملكة لأنهم سوف يتفاجؤون.