عبده الأسمري
أجاد «المهام» فجاد بالهمم.. حتى ساد بالمسمى وتسيد بالمعنى في «متون» البدايات وشؤون «النهايات»..
قطف قصب «السبق» من مسارات «الفكر» وجنى نصيب «العبق» من مدارات «الذكر» حتى حمل لواء «الأولوية» وسار بأنفاس «أصيلة» مقامها «الفرق» وقوامها «الفارق»
بنى صروح «الموهبة» من لبنات «الحسنى» وقطف طموح «الهبة» من ومضات «المحاسن» حتى ظل «الاسم» المتفق عليه في أصول «المعاني» و»الرمز» المتوافق بشأنه في فصول «التفاني»..
إنه رئيس البنك الإسلامي للتنمية الأسبق الدكتور أحمد محمد علي أحد أبرز القياديين والاقتصاديين في الوطن والخليج.
بوجه أسمر وملامح مدينيه تعود للنشأة ومطامح مهنية تعكس التنشئة وطلة هادئة وإطلالة ساكنة سكنتها علامات المشيب وشخصية وقورة تميزها «ابتسامة» الرضا وتؤطرها «بسمة» التواضع مع محيا وطني أنيق يرفل بالأزياء الوطنية والبشوت الملونة وشخصية تتقاطر أدباً وتتسامى تهذيباً وكاريزما تنبع منها سمات «النبل» وتتعالى وسطها صفات «الفضل» مع صوت جهوري بنغمة «فريدة» يرتقي فيها فصل الخطاب ويسمو منها أصل الجواب قضى أحمد علي من عمره عقودا طويلة وهو ينثر عبير «المعارف» وينشر تسطير «المشارف» في أبعاد العمل الوزاري واتجاهات النماء الإسلامي ومجالات الانتماء الوطني قيادياً وريادياً أسس أركان المسؤولية بحس «المسؤول» ووطد أسس المنهجية بإحساس «الخبير» ليظل مقيماً في ساحات «الشرف» وماكثاً وسط مساحات» الإنجاز».
في طيبة الطيبة وسط حارة الأغوات التاريخية الشهيرة ولد عام 1352 وسط مساء «مديني» مطرز بالطاعات وتجرع «اليتم» باكراً بعد وفاة أبيه وهو ابن الخامسة طفلاً حيث تشكلت في حياته «أولى بوادر الفقد الذي حولته أمه المتفانية إلى حوافز للجد جناه بين أحضانها وهي تملأ أذنيه مساء برياحين «القرآن الكريم» ومضامين «السنة النبوية» فنشأ بين «العطف» وتربى وسط «الحنان»..
ركض الطفل الأسمر الصغير مع أقرانه مولياً قبلة نهاراته شطر المسجد النبوي وموجهاً بوصلة مساءاته قبالة مجاميع التحفيظ فتعتقت أنفاسه بطهر «المكان» دافعاً مهر «الزمان» بحرص طفولي فريد جعله يملأ فراغ «الأمنيات» بأفعال مبنية على سكون «التفكر» ومرفوعة بهمة «التدبر» فظل يتردد على الحرم المديني متشرباً من «حياض» التقوى أنفاس «السكينة» ومنتهلاً من بياض» التدين نفائس «الروحانية» فاعتمرت وجدانه صغيراً مطامح «التفوق» التي حصدها طفلاً ظل حديث «دار الأيتام» وحدث «دور المعرفة» ليبقى ثاوياً في أهل «العلم» حيث درس في مدرسة العلوم الشرعية، و»كتاتيب» الشيخ حسن ساجدين والعريف مصطفى فقيه وانطلق يشبع «غروره» المبكر بالاجتهاد والسداد في وظائف صيفية كانت له بمثابة الدوافع ومثوبة المنافع..
اتخذ من «مجالس» الطيبين الذين تكتظ بهم حارات المدينة مركازاً مسائياً يراقب «أحاديث» الفقهاء ويرتقب «محادثات» النبلاء مقتنصاً من وجوه «البسطاء» تعابير «الشهامة» وحاصداً من وجاهة «الفضلاء» مقادير «الأمانة» فكبر وفي قلبه موجهات «الكفاح» ومضى ووسط أعماقه أدوات «النجاح».
اصطاد من «أمنيات» الطفولة «الأولى اتجاهات» الجولة» المثلى نحو «بطولة» التعلم حيث درس مرحلة التأسيس في مدرسة العلوم الشرعية ضمن 5 طلاب فقط في ثانوية طيبة وأكمل دراسته بعدها في مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة..
ورث من علماء المدينة وصايا «الأبوة» التي كانت ضياء وهاجاً أنار له دروب «اليقين» فظل يسأل «الزائرين» ويناقش «الباحثين» عن العلوم في أرض الكنانة التي طار لها باتفاق عائلي ووفاق ذاتي حيث نال درجة البكالوريوس في التجارة والليسانس من الحقوق في انتظام نهاري وانتساب ليلي لطلب العلم متفوقاً على أقرانه متجاوزاً رفقاء دربه.
عاد للوطن وعمل في وزارة المعارف وتم ابتعاثه إلى أمريكا حيث درس في بوسطن اللغة الإنجليزية ونال الماجستير في الإدارة العامة من بوسطن والدكتوراه في المالية العامة من نيويورك.. وبعد عودته عمل في مناصب متعددة في وزارة المعارف واختير مديراً للمعهد الإسلامي العلمي في عدن ثم تولى عمل كأول رئيس لجامعة الملك عبدالعزيز بالنيابة في الفترة من 1387- 1392 وتم تعيينه وكيلا لوزارة المعارف للشؤون الفنية من العام 1392- 1395 ثم تعين كأول رئيس للبنك الإسلامي للتنمية إثر ترشيح ناله باقتدار وعمل فيه من 1395 -1414 ثم دعته الثقة لتولي منصب أمين رابطة العالم الإسلامي لمدة عامين من 1414- 1416 ثم عاد إلى منصبه السابق رئيساً للبنك الإسلامي للتنمية وظل فيه حتى عام 1438.
وقد تم تتويجه عام 2005 بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام نظير جهوده الكبرى في أعماله ومناصبه..
ونال عدة عضويات في الداخل والخارج في هيئات وجمعيات وقطاعات مختلفة كان فيها وجهاً للعطاء وواجهة للسخاء في التخطيط والمشاركة والقرار..
عرف عنه الانضباط الذي جعله مواظباً على دوامه بالبنك دون تأخير على مدى 42 عاماً حيث اعتاد موظفيه على رؤيته أول القادمين وآخر المغادرين..
بذل جهوداً جبارة في البنك الإسلامي للتنمية مما أهله لأن ينال أعلى درجات التصنيف الائتماني AAA . إضافة إلى المشاريع الجبارة التي نفذها البنك في الدول النامية.
ترجل عن صهوة «المسؤولية» وأبقى «إضاءات» الأُثر ناطقة وترك «إمضاءات» التأثير سامقة وظل صداه «العاطر» بالسداد ومداه «المسطر» بالأمجاد عبيراً مجللاً بالقيم وتسطيراً مكللاً بالمقام..
أحمد محمد علي.. المسؤول الوجيه خبير «المناصب» المتوج بالإنجاز والمكرم بالامتياز والموقر بالاعتزاز.