ميسون أبو بكر
أعجبتني جرأة الطفل الذي التقى معالي وزير التعليم وسأله عن إمكانية العطلة في شهر رمضان، وأصفق أيضاً لرد معالي الوزير الحاسم على طلب الطفل بالتأكيد أن الدوام في رمضان مفروغ منه وهو قرار حاسم وجازم لا رجعة فيه.
شخصية الطفل وجرأته مرتبطة بالمدرسة والمعلم وتنشئته في أسرته وهي مطلب مهم في التربية، فالطفل صاحب الشخصية القوية يستطيع التعبير عن نفسه كما أيضاً في حالات الدفاع عن نفسه والانخراط في الحياة مع زملائه والحياة الأكبر فيما بعد، وأتذكر معلمات فاضلات في المرحلة الابتدائية اشتغلن جاهدات في هذا الاتجاه معي ومع زميلاتي الطالبات، وأذكر النشاطات الفصلية المختلفة التي كانت رافدا مهما لتقوية الشخصية والتعبير عن النفس.
الطفل الذي طلب العطلة في رمضان استجابة لدعوة زملائه ؛ شغل وسائل التواصل الاجتماعي التي أخذت منحى آخر وتفسيرات واتهامات وتحليلات لا يبررها إلا وضع السوشيال ميديا اليوم وتفاهته وأولئك الساعين للإثارة وتضخيم الأمور.
كما هي كل المهن مستمرة في رمضان في عجلة الحياة التي تأبى التوقف أو الكسل؛ كذلك العملية التعليمية أساس تنشئة الأبناء وتقدمهم، وهم في عنق مربين فاضلين ومعلمين وطنيين يدركون أهمية توثيق العلاقة بين الطلبة ومدرستهم ومعلميهم، وشعورهم بأن المدرسة هي الواحة الظليلة لهم والمكان الذين ينتمون إليه ويسعدون في رحابه.
رمضان اختبار من الله للمسلمين وترويض لصبرهم وشعورهم بالفقراء والمساكين والذهاب إلى المدرسة ليس بالأمر الشاق الذي يمكنه أن يعوق الدراسة أو الصيام، ولا بد من تعميق بعض القيم بأبنائنا ومساعدتهم على التخلص من أفكار وعادات قديمة لا تناسب الإنسان السعودي اليوم الذي هو عماد رؤية بلاده وأساسها والمعني بها.
تحية لمعالي وزير التعليم الذي أصر أن يعطي الطالب وزملاءه درسا بالالتزام ، للطالب الذي ذكرني بلقائي وزير التربية والتعليم الكويتي الاستاذ جاسم المرزوق عام الطفل 1979 والذي أتمنى أن تصقل مواهبه فيما فيه فائدة له ولميوله.