على الفصول المتعاقبة.. والمواسم..
على تيجان الملوك وبنادق المحاربين..
أكتب اسمك..
على سنابل الحقل..
ورقة الظل..
على زبد الغيمات..
ورشح الأنسام..
أكتب اسمك..
على زرقة الأفق.. ورفيف الفراشات..
على صدى طفولتي..
ورفوف ذاكرتي..
أكتب اسمك..
على كل الصفحات المقروءة..
وكل الصفحات البيضاء..
أكتب.. اسمك..
على الحقيقة والزيف..
على الدروب المتيقظة..
والسماء المفتوحة..
أكتب اسمك..
على كل أبواب البيوت..
وفوق كل مرآة.. تحمل مائدة الألوان..
على اللهفة المقسومة..
وعلى الأَسِرة الخالية..
على كل قنديل فجر يضاء..
أكتب اسمك..
على أمواج نبضي المنهك..
على الوحدة العارية..
على جدران سأمي.. وحواسي اليقظة..
على غياب بلا آمال..
أكتب اسمك..
على العافية بعد طول سُقم..
والمخاطرة بلا غاية..
وعلى الآمال الضائعة..
أكتب اسمك..
بقوة الكلمة..أستعيدك..
وهل ولدت إلا لأعرفك..
وأكتبك.. وأسميك.. وأناديك.. حياتي..
صور حياتية:
عندما كنت طفلاً شعرت أنني وحيد.. وما زلت الى اليوم.. لأنني أعرف أشياء كثيرة..ويجب أن أشير إلى أشياء لا يعرفها..
*******
قمر الليلة الواقف في عتبات منزلك.. ظاميء ومريض.. الشاطئ نفسه عطشان.. فيه كل هذه النجوم ولم يرتو.. لأنه لا يريد إلا أنتِ..
*******
منتظراً أبدي.. لقادم لا يأتي..
الهواء يلسعني..
وملابسي تتحدث ببياض بتولي..
وعلى فمي بسمة طفل حائر..
وبيدي ولع شاب خبأت لعصافيره الأقدار.. بنادق صيدها..
******
الصمت أنين الموسيقى.. يلمع في أحشاء مؤلفها..
إنه كلام خبيء في همس..
إنه.. صوت غياب الإنسان..
*****
أسكب الكلمات في الكلمات حتى يناهز المعنى.. وتفيض ملاينات الدلالة..
*****
أنتِ.. أنتِ أبداً.. الحية أبداً.. المهيأة منذ الأزل لتكون قرباناً للآلهة.. أو حلماً في الساعة الأخيرة من الحياة..
*****
ومع ذلك يتعذر علينا أن نلتقي.. كأن كل واحد منا يتقدم داخل مرآة نفسه..
*******
لا أبصر إلا ما أحلم به..
ولا أحلم إلا ما غادرت..
لا أملك إلا ما أعطيت.. ولا أسمع سوى صوت حنيني.. والظلمة..
أتأمل ما كنت عليه..
اسمع ما تحت الصوت..
وما فوق الصوت..
وما لا يبلغه الصوت..
أسمع همهمة الظنون في أسرار الوحشة..
وأرى غصص أصحابي وهم يقتسمون ميراث الريح..
أرتب ضوضاء الموت..
واسمعك صوت غيابي..
*****
كأني هو.. كأني كما اشتهي وكما يشتاق غدي..
*****
ها نحن عدنا من سفرنا نحن الاثنين.. أنتِ رفيقة سفري.. ونرجس ذاكرتي الوسيمة.. أنتِ لون لغتي.. وضباب غدي.. أنتِ تأويل معناي.. وتشابه الأصوات في صدى صمتي.. وجديد قافيتي..
*****
مشمساً كان وجهك يا عبدالرحمن..
وصوتك الرخيم يغسل وجه المدينة..
بأزيز الرصاص ترسم تعاويذ الباكيات الثكلى..
وتشع بسمتك ينابيع تطفح بماء الظهيرة..
الصقيع الذي يتساقط فوق صوتك الأن يقتات على جسدي.. لكنك الآن تغني وتضحك فتمنح الذكريات قليلاً من الدفء..
ومثلما للصباحات رائحة لا يخطئها القلب..
لظلالك سماء قريبة منّا ترسم أكثر من قمر..
ولغزارة دمائك أكثر من صرح.. يطوق الأرض..
ويبادلك صبح الوجود التحية..
شذرات:
إن عضو المتعة الأهم.. هو الشعور..
****
******
الأدب الأدنى لا يعني الإسفاف.. بل هو صنف من الأدب الرفيع يقرأه جيل ما للاستمتاع.. لكن لا يمكن لجيل آخر أن يقرأه من جديد..
****
الحلول اللافتة يستأثر بها الأنبياء.. والمجانين.. ومحترفو العشق ..
*****
لدى الأمم نمط نبيل من الوجود.. وهو البناء..
ونمط سوقي واحد.. هو الرفاه..
******
في المغازلة الشيء الرئيس هو هالة من الغموض.. يجب أن يكون الطرف الآخر فيها مرتبكاً قليلاً.. ولا يعرف على وجه اليقين ما إذا كنت تمزح معه.. أو اأنك مجرد أحمق..
****
ما يثير الاهتمام في اللغز ليس الحقيقة التي يخفيها.. بل السر الذي يحفظه...
*****
تميل النساء إلى اتخاذ شكل الحلم..
****
رئتاي ندوب.. والندبة غائرة في عضلة الصمت..
****
القيود توقظ الخيال..
*****
تشعر المرأة بمتعة أكبر في طاعة الرجل بدلاً من السيطرة عليه.. لكن هذا ينطبق فقط على الرجل الذي تفقد بين يديه الرغبة في المقاومة..
****
في بعض الأحيان تعود إلى الوراء وتتساءل.. كيف تمكنت من النجاة من كل هذا..؟!
****
ما من من ريح بطيئة.. إلا وتكنسني من الأرض..
وخطاي أشباح حيية.. وخفية.. وتسكعي.. غايات صغيرة لا يعلم قصدها النهائي سوى الإله..
*****
امتلك روحاً صالحة لفرضيات متعددة.. فمنذ رحلوا لم تكف يدي عن التلويح..
****
أنا أسوأ طاغية.. على نفسي وأنا من يلام على قتل نفسه..
****
ما أعظم ما تحمله روحك من لطف..
أود لو أعيش ألف سنة أخرى.. لأجلس على بساطك وهواء (...).. وأتأمل السماوات في عينيك.. وحديقة كوكبك..
****
إنني أتحدث عنهم.. بينما الحديث عنك يعنيني أكثر..
******
فلتطأ قدماك وجه هذا العالم..
ولتحف أنفاسك سماواته..
اثقليهِ برأفة خطاك..
دعي أديم أحلامنا يتنفس..
*****
كوني برية شاسعة ولتكن فيك ظلمة سحيقة.. في القدم..
وسماء تهفو إليها صبواتي..
** **
- د. أسعد الحسين