ليس إلاَّ يُجلى الصباحُ ويُتْلى
ما به يصبحُ المعقَّدُ سهلا
ليس إلاَّ مفنِّدُ السَّعدِ يغدو
- لِهواةِ المُنارَ- قولاً وفعلا
ليس إلاَّ مقاصدُ الدَّأبِ تبدو
واحداً يرفضُ التشتُّتَ عقلا
هكذا تقربُ المسافاتُ حبَّاً
ويزينُ الوجودُ فخراً وعدْلا
والأماني تسيرُ في الدَّربِ جذلى
لمرامٍ أسمى مقاماً وأغلى
ويرى المجدُ من نأى عنه وهْناً
صار عِزّاً وعاد للمجدِ أهلا
لا حياةً لمن يريدُ حياةً
إنْ جفا الضَّوءَ أو تمرَّدَ جهْلا
يا ذوي الخيرِ إنَّ للخيرِ ناسٌ
كمْ أشادوا وذلَّلوا الصَّعبَ قبلا
واعتلوا ذروةَ السِّيادةَ أخلا
قاً وفوزاً - بلا تعالٍ- وبذلا
من يُردْ خطوةَ القويم مساراً
لم يهنْ سادراً ولمْ يهوِ نذلا
يصحبُ الفوزَ مُرشداً ويُجاري
عزةً لم تلنْ ولم تمشِ وحَلا
أينما يدعُ واجبٌ يمضْ فوراً
يقمعُ الجورَ يُرجعُ الحقَّ فضلا
ونرى اليوم- للغوياتِ- زحفاً
لا يبالي وللمروءاتِ قفلا
فالهوى عاصفٌ يجوحُ ويرمي
ما تسامى بكلِّ ما شاه غلَّا
وذوو الحقدِ- في السوانح- كرٌ
ينشرون الأذى ويمضون قتلا
فالنَّواحي تصيح والدَّاء سارٍ
وكأنَّ الدَّواءَ لمْ يأتِ أصَلا
لو أرادوا ما يجلبُ الأمنَ حقَّاً
ما تخلوا عن مسلكٍ ما تخلَّى
يا ذوي الخير إنْ أردتم فلاحاً
وصِوى الفوز في الجهاتِ تُعلَّى
ليس إلاَّ يُجلى الصباحُ ويُتْلى
ما به يصبحُ المعقَّدُ سهلا
ويسودُ الوئامُ حبَّ صفاءٍ
ويُرادُ القويمُ قولاً وفعلا.
** **
- منصور دماس مذكور