د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** أحبَّ مدينة (سان دييغو) وجامعتَها ومجتمعَها، وتكوّنت لديه صداقاتٌ جميلةٌ مع بعضِ ناسها، وأساتذتها، ومع أصحابه المبتعثين الذين ما يزالُ التواصلُ بهم ممتدًا، ويذكر منهم عمدتَنا القادمَ من أرامكو محمد الرميح، والأساتذة الأعزاء: حنش الغامدي، وسليمان الغنيم، وراشد القرني، وهزاع القحطاني، وعوض العساف، وفهد السماعيل، وإبراهيم الفوزان، وإبراهيم الرشيد، وحمد الجرباء، ومحمد الحميد، وصالح السلوم، وعبدالرزاق الراشد، وغيرَهم؛ معتذرًا عن عدم ذكر جميع الأسماءِ لكثرتها من جانبٍ وطول المدى من جانبٍ آخر، ولا ينسى صديقه الوفيَّ من قبلُ ومن بعد الأستاذ عبدالله بن محمد السلوم الذي استقبله في مطارها عند قدومه، واستضافه في شقته بمحلة Mesa College وكانت لنا بحضرته أيامٌ مضيئةٌ في منزله ومنزل الصديق الفقيد محمد العلي القرعاوي رحمه الله في محلة Mera Mesa.
** صارت المدينةُ مقصدَه أو منتجعَه الصيفيَّ أعوامًا عديدةً، وبالرغم من جمالها فقد حدثت له حكاياتٌ مؤلمةٌ لا يخلو منها سفرٌ عالج بعضَها بالشعر «الحلمنتيشي»، ولعل أبرزها حين احتال عليه لصّان غيرُ أميركيين، وهو يهيئُ حقائبه للانتقال من مدينة «أناهايم» في «أورانج كونتي» التي تقعُ فيها «ديزني لاند» حين شاغله أحدُهما بسؤالٍ عن اتجاه طريق الـ (5) فاجتهد بالعبارة والإشارة لإرشاده، وقام زميلُه خلالها بسرقة حقيبةٍ فيها جوازاتُه وأسرتِه وبطاقاتُه وتذاكرُ سفره وكل شيءٍ هان حملُه وغلا ثمنه.
** كان موقفًا عسيرًا، وأشدُّ ما فيه فزعُ الأطفال الأربعةِ ووالدتهم، وكنّا في الأيام الثلاثة الأُول من رحلةٍ ستمتدُّ شهرًا، والحمد لله الذي جعل بعد العسر يسرًا مما لا مكان لتفصيله؛ فقد مضت الحكايةُ وبقيت أبياتٌ سجلت الواقعةَ بالفصيح والعامي والمختلط مع الأجنبي؛ ففي طريقهم نحو القنصلية السعودية في (لوس أنجلِس)، والجوُّ غيمُ صمتٍ وغمُّ وقت نظم خلال قيادته السيارة:
إني أُحبكَ يا يزنْ
وأهيمُ في عينيْ شدنْ
فلأنتما نجمان
يأتلقان في فلك الزمنْ
ولأنتما وترٌ يغنّي
حين تشتدُّ المحنْ
ها قد أطلَّت «لوسُ أنجلِسٍ»
وفيها ما فتنْ
فرحوا بديزني وما دروا
أنّ المآل إلى شجنْ
صبحٌ يباغتُهم وقد
طاروا على أعلى فننْ
ولا يذكرُ بقيتها، وإذ جرى حلُّ المشكلات بجوازات عبورٍ مؤقتة، وتذاكر سفرٍ بديلة، وإلغاء بطاقاتٍ واستخراج سواها نظم:
يا ديرةٍ شفنا بها كم غربالْ
من قال «أنا هايم» فهو ما نشدْ why
بالفجر جانا من ورا الغيمْ خيَّالْ
قاطعْ طريقٍ ما بوجهه Any Shy
ينشدْ عن الـ»فايف» وهو عنه ميّال
وعقله مع الشنطة يراقبْها بالـ Eye
وكسابقتها فقد أُنسِيَها، مثلما حرَص على أن ينسى أطفالُه ما مرّ بهم، ولرغبة ابنته (تالا) زيارة Six Flags فقد نظم:
من «لاس فيغاس» لـ»سكس فلاق»
كله على شان تلّولي
بعيونها أبحر المشراقْ
وعلى عجلْ طار مرسولي
ينصى يزن طيب الأعراقْ
اللي عن اللعب مسؤولي
وهتون تركض بليا سباقْ
تبي «بريتني» و»ماكولي»
وشدن مع أمه طبق طرباقْ
هواهم «البيش» و»المولي»
** وجد النصَّ كاملًا في ملفات ابنته هتون، وبذا جاء الشعرُ المتواضعُ ليهدئَ المشاعرَ، وليوثقَ اللحظات، وليجعلَ الأسرة «السداسيةَ» تبتسمُ بالرغم من عسرِ الحال وجهل المآل، والله سبحانه خيرٌ حافظا.
** التوثيقُ وعيُ الآتي.