محمد عبد الرزاق القشعمي
بدعوة كريمة من معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي تشرفت بحضور الحفل الكبير الذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وبتشريف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة مساء يوم الأربعاء 27 شعبان 1443هـ الموافق 30 مارس 2022م في مركز غرفة مكة المكرمة للمعارض والفعاليات بالعاصمة المقدسة.
وقد تضمن الحفل عرض فيلم وثائقي لتطورات ومراحل نمو الجريدة الرسمية (أم القرى) خلال مئة عام وتحدث عنها بعض وزراء الإعلام بتسجيل مرئي، بعدها ألقى معالي وزير الإعلام المكلف كلمة بالمناسبة أعلن فيها عما يُرتب له من تطور ونمو للجريدة يواكب هذا العصر، وعن ضمها لوكالة الأنباء السعودية، ثم دشن الأمير خالد الفيصل العدد المئوي لجريدة أم القرى، أعقبها إلقاء قصيدة (أم القرى) من كلمات وزير الإعلام الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجة. وبعدها ألقى الأمير خالد الفيصل كلمة خادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة. واختتم الحفل بتكريم رؤساء تحرير الجريدة السابقين بدءاً بأول رئيس لها عام 1343هـ 1924م يوسف ياسين الذي كان يسمى يوسف جريدة. وانتهاءً بحسين بافقيه. ولقد كانت لفتة كريمة يملؤها الوفاء تقديراً للرواد الأوائل، وكم سعدت وأنا أرى أبناء وأحفاد المكرمين وهم يتسلمون الدروع التذكارية. وكان لي الشرف أن أكَّرم معهم تقديراً من الوزارة على ما كتبته عن الجريدة وألفته عنها وعن غيرها من الصحف وبالتحديد خلال صحافة الأفراد 43 - 1383هـ 24 - 1964م وهي فترة التوحيد والنمو وبداية المسيرة إلى ما نشهده الآن من ازدهار ورقي ومسايرة لعجلة التطور في جميع مناحي الحياة.
وفي الوقت الذي أشكر فيه وزارة الإعلام ممثلة بمعالي الوزير وكل من قابلته من المسؤولين وقابلني بالحفاوة والتكريم ومنهم الدكتور عبدالله المغلوث والأساتذة علي الزيد وعبدالله الأحمدي وأشرف الحسيني وغيرهم.
ولعلي بهذه المناسبة أن أتوجه لمعالي الوزير بطلب ورجاء وهو يبشرنا بتأسيس مركز وثائق تحفظ به جميع الصحف والمجلات الصادرة. يهمنا يا معالي الوزير وجود ما سبق وبالذات الصحافة الصادرة في وقت مبكر داخل المملكة وخارجها من أبناء المملكة مثل (الرياض) الصادرة بالعراق عام 1910م، وفي القاهرة عام 1930م وغيرها.
لقد بحثت عن تلك الصحف خصوصاً الصادرة بالداخل ولم أجد كثيراً منها، فهي متفرقة بين المكتبات العامة والخاصة. وقد أحسن مركز حمد الجاسر الثقافي صنعاً بتصوير مجلة ثم جريدة اليمامة 72 - 1382هـ، ومثله فعلا أحمد وعبدالرحمن السعيد بتصويرهما جريدة القصيم 79 - 1381هـ، ودار المفردات لعبدالرحيم الأحمدي في تصويرها مجلة الإشعاع لسعد البواردي من الخبر 75 - 1376هـ، وكذلك فعل أبناء وأصدقاء عبدالكريم الجهيمان بتصويرهم أخبار الظهران للفترة من 74 - 1376هـ.
بقي شيء مهم وهو ما أطمع به وأرجوه بل ويرجو ذلك كل الباحثين والدارسين وهو الإطلالة على مرحلة مهمة من تاريخ هذا الوطن العزيز حيث كانت الكتابة فيها محدودة، وهي ما قبل الحرب العالمية الثانية. فقد صدرت جريدة (صوت الحجاز) 50 - 1360هـ 31 - 1941م أول جريدة أهلية صدر منها (592) عدداً ونشر بها أولى محاولات الإبداع من شعر وقصة وتعليق على الأحداث ومحاورات ومناكفات وشذرات تاريخية مهمة.
صحيح أن (أم القرى) هي الجريدة الرسمية وهي تنشر علاوة على البلاغات وأنباء معارك توحيد المملكة القصائد والنصائح وغيرها. أما (صوت الحجاز) ولكونها منفتحة على ما ينشره الشباب من محاولات بدائية لم تلبث أن أصبحت في المقدمة.
لقد سبق أن كتبت لرئيس مجلس إدارة مؤسسة البلاد الصحفية أحمد باديب قبل خمس سنوات بذلك ووعدني بطرح الموضوع على مجلس الإدارة، وكتبت لرئيس نادي مكة الأدبي حامد الربيعي ووعدني بذلك، وعلمت بوجود أعداد من (صوت الحجاز) لدى بعض الجهات متناثرة، وهناك من أبلغني بوجودها لديه كاملة ولكنه يريد ثمناً لها.
فصوت الحجاز تمثل مرحلة مهمة فهي تحمل الكثير مما كان يجري في بلادنا وحولها سواء في المجال العلمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي. ومثلها مرحلة (البلاد السعودية) التي صدرت بعد الحرب العالمية الثانية 1365هـ 1946م ولمدة عشر سنوات.
فأرجو من معالي الوزير أن يكون تحقيق هذا الأمل في عهده، وأن يكون بداية لتوثيق وتصوير جميع ما صدر في هذا المجال.
وبالمناسبة فقد تسنى لي قبل بضع سنوات زيارة مركز البحوث والدراسات الكويتية بدعوة كريمة من المسؤول الأول بها معالي الدكتور عبدالله يوسف الغنيم – على هامش ندوة مجلة العربي – ووجدت بها إعادة لطبع وتصوير جميع الصحف والمجلات الصادرة بالكويت وخارجها، بدءاً بمجلة الكويت التي كان يصدرها عبدالعزيز الرشيد 1928م، ومجلة البعثات الطلابية الكويتية بالقاهرة 1946م، ومجلات كاظمة والإيمان وحتى المجلات المدرسية وغيرها. وعلمت أنه لم يتم إنجاز ذلك العمل الضخم إلا بعد استعادة الكويت من غزو العراق.
وضربي المثل بالكويت لما شاهدته، وأكرموني به بإهدائي نسخا منها. ولا شك أن جميع الدول الناهضة تحتفظ بتراثها وتتيحه للباحثين والدارسين.
فشكراً معالي الوزير والأمل ألا يطول الانتظار.