فهد ردة الحارثي
فتحات في جدار تسمح للهواء والضوء بالدخول، وتتيح لمن هم بالداخل التواصل مع الطرقات والعابرين بها، نسميها نوافذ لأنها تسمح بالنفاذ، البعض يقول شبابيك ربما لأنها تشبك الداخل بالخارج، البعض يقول درايش إنها تعبر بالهواء للداخل، وهنالك من يقول رواشين أو مشربيات وآخرون يقولون هي طيق ومفردها طاقة لأنها تمد المرء بالطاقة، والبعض يعتبرها فرجة لأنها تفرج وتسلي من هم بالداخل.
- دوماً كان لي علاقة بهذه النوافذ وكأني أرى ليلاً له ملامح الغرباء عندما يزورون المدن الغريبة فتتعلق أنظارهم بنوافذ بعيدة.
- أتذكر شباكاً مفتوحاً على مقهى قديم، حيث رائحة الخبز وخربشات العابرين والعاشقين على الجدران.
- رئة مؤصدة ووجع الشبابيك يسكنها، أفتحها أتنفس من خلالها حضورك رئة الطريق تتسع وصدري يضيق. وكأننا مغادران معاً في صمتنا للشبابيك البعيدة نغسل عنا زحام الوقت أمد يدي أتحسس في الضوء أمنيتي الأخيرة بك، أوقف ركض أنفاسك خلف أشجار الطريق الممتد من حنجرتي لقلبك.. أعود لـي أمر على عزلتي وأنت أمامي.. أتلمس في رأسي حكاية يدك ونسمة الياسمين بها أقفل شباكي وأعود لوحدتي.
- هرم الوقت فأسدلوا ستائرهم على النوافذ، غادر كبيرهم الذي كان شجرتهم، ثم غادرت السنديانة، ثم غادرت فروع الشجرة، غصناً بعد غصن، بقي الأصل وغادرت الفروع نحو مساحات الدنيا، من يعيد للمشتاق طيره الذي فر من القفص قبل أن تقفل النوافذ.
- وقف طويلاً أمام النافذة، رمى حجراً ثم اختبأ، رمى آخر ثم اختبأ، لم يبرح مكانه ظل يكرر فعله في انتظار أن يفتح الفل باب النافذة، تشجر، امتدت فروعه عالياً في السماء، والنافذة ما زالت مقفلة.
تيقن من حركة الهواء في ستائر النافذة، حمل نفسه وترصد للسماء، مضى بين الخطوتين - -
خطوة فارغة وخطوة خائفة، وبقايا كوب ورقي مثقوب ونمل يتجمع على حبات السكر..
نجم وقصة، الهمس رفيق الاثنين، هي ما زالت نائمة، هو ما زال يترصد للنافذة
- نعيد رسم النافذة أكثر من مرة، نبدل مكانها، يمين الباب، يسار الباب، ربما كان من الأفضل أن تكون أمام الباب، ننزع عنها الستائر حتى لا تحجب الشمس، نرسم بسمة وشمعتين، وسحابة ممطرة حتى تحجب الشمس، نضع كوبين من القهوة، كل شيء سيكون مزهراً هذا الصباح.
** **
- كاتب مسرحي