عوض مانع القحطاني - الرياض:
تخلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس الخميس عن السلطة، بعد عشر سنوات من صعوده إلى كرسي الحكم كرئيس توافقي للبلاد، بموجب المبادرة الخليجية قبل أن تنقلب ميليشيا الحوثي الإرهابي على سلطته أواخر العام 2014.
ونقل هادي كامل صلاحياته وصلاحيات نائبه المقال الفريق علي محسن الأحمر إلى مجلس قيادة رئاسي برئاسة مستشاره ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأسبق اللواء الدكتور رشاد العليمي.
وبموجب المرسوم الرئاسي، فإن مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم ثمانية أعضاء، سيتولى استكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، ويفوض بكامل صلاحيات الرئيس هادي، وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. كما فوض الرئيس اليمني مجلس الرئاسة بالتفاوض مع جماعة الحوثي، لوقف دائم لإطلاق النار في أنحاء البلاد، وفق مرحلة انتقالية تنتهي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
** **
المملكة ترحب
وانطلاقًا من سعي المملكة العربية السعودية المستمر لدعم السلام والاستقرار في اليمن، والتوصل لحل سياسي شامل بين الأطراف اليمنية لتحقيق السلام والتنمية والازدهار لليمن وشعبه الشقيق، ترحب المملكة بإصدار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وفقًا للدستور اليمني والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية إعلانًا بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي، لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وتؤكد المملكة دعمها الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعّالة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة اليمنية.
وفي هذا الصدد، تعلن المملكة العربية السعودية عن أنه تقرر تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ (3) مليارات دولار أمريكي على النحو الآتي:
أولاً: تقديم (2) مليار دولار أمريكي مناصفة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، دعمًا للبنك المركزي اليمني.
ثانيًا: تقديم (1) مليار دولار أمريكي من المملكة، منها 600 مليون دولار لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية، و400 مليون دولار لمشروعات ومبادرات تنموية.
كما تعلن المملكة عن تقديمها مبلغ 300 مليون دولار أمريكي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لعام 2022م لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني، وتحسين أوضاعه المعيشية والخدمية، وتدعو لعقد مؤتمر دولي لحشد الموارد المالية اللازمة لدعم الاقتصاد اليمني والبنك المركزي اليمني وتوفير المشتقات النفطية.
وتحث المملكة مجلس القيادة الرئاسي بالبدء في التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن فترة انتقالية، تنقل اليمن إلى السلام والتنمية، ولينعم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار.
** **
بيان المشاورات
وقد اختتمت أمس المشاورات اليمنية- اليمنية التي كانت قد انطلقت الأسبوع الماضي في الرياض، بمشاركة طيف كبير من الأطراف اليمنية، وممثلين عن أطراف إقليمية ودولية بغياب الحوثيين.
وأشار البيان الختامي الصادر عن المشاورات اليمنية- اليمنية في الرياض إلى «الدخول في مفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة».
وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف في كلمته خلال الاختتام: إن نجاح المشاورات اليمنية- اليمنية نقطة تحول مهمة في الطريق إلى السلام الشامل، مضيفاً أن «نتائج المشاورات اليمنية اليمنية عبرت عن التوافق بين أبناء الشعب اليمني».
وجاء في البيان الختامي للمشاورات الذي تلاه رئيس الحكومة معين عبدالملك أن المشاورات توصلت إلى تعزيز مؤسسات الدولة لتمكينها من تأدية واجباتها ووحدة الصف.
ورحب البيان الختامي بإعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، مؤكداً دعمه للمجلس الجديد. وقال البيان: إن مجلس القيادة دعا لبدء التفاوض مع الحوثيين بإشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية. وأضاف: تم الاتفاق على أهمية سرعة تنفيذ ما تبقى من خطوات من اتفاق الرياض وتشكيل فريق للمتابعة.
وشدد البيان الختامي على ضرورة تمكين مؤسسات الدولة من أداء واجباتها في اليمن، إضافة إلى تعزيز استقلال القضاء والنيابة العامة.
وأكد البيان على «الانخراط في الحل السياسي والتخلي عن الحلول العسكرية» في اليمن، داعياً إلى الدخول في المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة وتنفيذ ما تبقى من خطوات في اتفاق الرياض. كما نص أيضاً على إدراج قضية شعب الجنوب في المفاوضات ووقف الحرب.
** **
رئيس المجلس الرئاسي الجديد
ولد اللواء الدكتور رشاد محمد العليمي في العام 1954بعزلة الأعلوم مديرية المواسط محافظة تعز، وتلقى تعليمه الأول في قريته على يد والده القاضي محمد بن علي العليمي، وبعدها واصل تعليمه الثانوي إلى أن تخرج من مدرسة جمال عبدالناصر في صنعاء عام 1969م.
وقد أصيب العليمي في حادث انفجار مسجد النهدين بدار الرئاسة أثناء صلاة الجمعة، والذي استهدف الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح وقيادات في الدولة في 3 يونيو 2011، ونقل على إثرها إلى المملكة للعلاج، وعاد إلى صنعاء في 13 يونيو 2012 بعد عام من العلاج في السعودية وألمانيا، قبل أن يغادر صنعاء مجدداً عقب انقلاب ميليشيا الحوثي.
وقد تولى العليمي العديد من المناصب، حيث عمل في كلية الشرطة بصنعاء من العام 1975 إلى العام 1978، قبل أن ينتقل إلى إدارة البحث الجنائي حتى العام 1981، وأستاذاً في جامعة صنعاء عام 1989، ومديراً للشؤون القانونية بوزارة الداخلية في العام 1989، ورئيساً لمصلحة الهجرة والجوازات في العام 1994، ومديراً لأمن محافظة تعز في العام 1996، ووزيراً للداخلية 2001، ونائباً لرئيس الوزراء وزيراً للداخلية في 2006، ونائباً لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن -مايو 2008، ونائباً لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزيراً للإدارة المحلية- نوفمبر 2008، ورئيس اللجنة الأمنية العليا منذ العام 2006، وعضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، وعضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني، ومستشار رئيس الجمهورية 2014.
** **
والأردن ترحب بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي
رحّبت الحكومة الأردنية بإصدار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قراراً يقضي بإنشاء مجلس قيادة رئاسي في اليمن، وفقاً للدستور اليمني وتطبيقاً لبنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ونقل السلطة لمجلس القيادة الرئاسي وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية اليمنية، لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية.
وأكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير هيثم أبو الفول، أن الأردن تدعم جهود حلّ الأزمة اليمنية وصولاً إلى حلٍّ سياسيٍّ يستند إلى المرجعيات المعتمدة المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وبما يُفضي إلى إنهاء الأزمة في اليمن، وتحقيق الأمن والاستقرار، وبما يضمن وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، ويرفع المعاناة عن شعبه ويُلبي تطلعاته في الأمن والسلام.
وأضاف السفير أبو الفول أن الأردن تُثمن الدعم العاجل الذي أعلنت عنه اليوم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الاقتصاد اليمني، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، وتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة.
** **
مجلس التعاون يرحب بقرار مجلس القيادة الرئاسي
رحّب معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، بإصدار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وفقًا للدستور اليمني والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية إعلانًا بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وأكد معالي الأمين العام دعم مجلس التعاون لمجلس القيادة الرئاسي لتمكينه من ممارسة مهامه في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة اليمنية لينعم الشعب اليمني الشقيق بالرخاء والتنمية والسلام، متمنيًا لمجلس القيادة الرئاسي بقيادة رشاد محمد العليمي وأعضائه كل التوفيق والسداد في أداء مسؤولياته الوطنية، ولاسيّما في هذه المرحلة التاريخية لخدمة اليمن وشعبه الشقيق.
** **
البرلمان العربي يرحب بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي في اليمن
رحب البرلمان العربي إصدار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إعلاناً بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية، وفقاً للدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وأكد البرلمان العربي، في بيان له اليوم دعمه التام لمجلس القيادة الرئاسي، معرباً عن تطلعه لأن تكون المرحلة القادمة بداية جديدة لليمن يتحقق فيها الأمن والاستقرار، ويتم فيها التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
ودعا إلى البناء على المشاورات اليمنية القائمة بهدف التوصل إلى حل نهائي للأزمة تحت إشراف الأمم المتحدة، على نحو ينهي معاناة الشعب اليمني ويحقق تطلعاته في الأمن والتنمية والاستقرار.
** **
مصر ترحب
رحّبت مصر بإنشاء مجلس قيادة رئاسي في اليمن لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية وفق الدستور، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن مصر ترى في هذه الخطوة تطورًا مهمًا ترحب به لما نأمل أن تؤدي إليه من عبور باليمن الشقيق إلى بر الأمان والاستقرار، من خلال التوصل إلى توافق يمني - يمني لعبور المرحلة الانتقالية وإنهاء الصراع.
** **
البحرين ترحب بقرار الرئيس اليمني بإعلانه إنشاء مجلس القيادة الرئاسي
أعربت مملكة البحرين عن ترحيبها بإصدار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إعلاناً بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وأكدت وزارة الخارجية البحرينية دعم المملكة الكامل ومساندتها لمجلس القيادة الرئاسي اليمني لمواصلة الجهود والمهام الموكلة للمجلس لإدارة شؤون الدولة واستكمال مهام المرحلة الانتقالية وتحقيق تطلعات الشعب اليمني للأمن والاستقرار والنماء، وإنهاء الأزمة اليمنية عبر حل سياسي شامل بين الأطراف اليمنية لتحقيق السلام والتنمية والازدهار لليمن وشعبه الشقيق.