عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) لا أعرف لماذا يطالب الإعلام والجمهور بضم أي لاعب يبرز في مباراة ما أو يسجل في جولة أو جولتين للمنتخب؟! وهذه المعادلة بالذات أضرت بالكرة السعودية كثيراً، لا سيما أنها قتلت مواهب كثيرة وهي في المهد، بمجرد اختيارها للمنتخب الأول.. نعم العقلانية مطلوبة في الطرح، وهذه المعادلة في الاختيار جُربت فيما قبل، وفشلت وخسرنا الكثير من النجوم الواعدة، بسبب الطرح الإعلامي والعاطفة الجماهيرية.
الحقيقة أن ما جعلني أكتب هذه السطور هو مطالبة البعض بضم لاعب الفيحاء مالك عبدالمنعم، الذي شارك أمام الاتحاد في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للمنتخب الأول، وعاد بي شريط الذكريات إلى الوراء، عندما فقدنا أسماء كنا نتوقع منهم النجومية، لما يتمتعون به من إمكانات ومواهب، وبمجرد اختيارهم للمنتخب الأول من دون أن يقدموا مبدأ الاستمرارية، فقدوا كل شيء عقب العودة من أول مشاركة أو معسكر للمنتخب الأول، بسبب صغر سنهم، وعدم نضجهم، ووصولهم للنجومية، وتلاشي طموحاتهم، لأنهم وصلوا للمنتخب الأول بطريق مفروش من الذهب، ومن دون تعب، مجرد إبداع في نصف موسم أو مباراتين جماهيريتين كبيرتين، أصبح اللاعب نجم شباك، تسلط عليه الأضواء، ويكشف اسمه في قائمة المنتخب، وهو للتو قد بدأ المشوار، بصراحة هذه الطريقة لن تؤدي إلا إلى مزيد من فقدان المواهب في بداية مشوارها، والذي يستدل بالنجم محيسن الجمعان وانضمامه للمنتخب وهو في الـ18 من عمره، نقول إن محيسن ومن هم في نجوميته، استثناء وليس قاعدة، والمهم جداً أن تتغير هذه النظرة من قبل الإعلام والجمهور، والأهم ألا يتأثر المسؤول بها، أتمنى ألا تقتلوا موهبة مالك عبدالمنعم بالمطالبة بضمه إلى المنتخب، حتى لا نخسره كما خسرنا غيره.
نقاط للتأمل
- مبروك للفيحاء، إدارة ولاعبين وجماهير، الوصول للمباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين، فالوصول والتشرف بالسلام على راعي المباراة، شرف وبطولة بحد ذاتها، وتستاهلون، وأول الخير والقادم أفضل.
- بعد تأهل فريق الفيحاء لنهائي الكأس الأغلى، حيث ساهم حارس مرمى الفريق فلاديمير في كسب اللقاء، وخروج الاتحاد، أنا متأكد أن ضمير المسؤول الأول عن فريق النصر قد أنَّبه على عدم التعاقد مع حارس مرمى، لأن فلاديمير أكد أن الحارس ليس نصف الفريق، بل كل الفريق، فهل وصلت الرسالة؟!
- كان خروج فريق الاتحاد من كأس الملك متوقعاً ومنطقياً، لأن وصوله لهذه المرحلة لم تكن بجدارة، فقد ساهمت الأخطاء التحكيمية في تأهله غير المستحق أمام الفتح الذي ذبح ونحر من الوريد للوريد، وفريق الاتحاد أكثر فريق استفاد من الأخطاء التحكيمية في جميع المسابقات، مما جعل محبيه يصدقون أنه متميز ومتفوق.
خاتمة:
الأدب لا يباع ولا يشترى، بل هو طابع في قلب كل من تربى، فليس الفقير من فقد الذهب، إنما الفقير من فقد الأخلاق والأدب.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي جميعاً، عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة، عبر جريدة الجميع «الجزيرة»، ولكم محبتي، وعلى الخير دائماً نلتقي.