بدر بن عمر العبداللطيف
في اللغة
تحديداً في المرجع الشهير للترجمة - - Oxford Languages شَعْبيَّة أيّ:
1- حظوة لدى الشَّعب، تَقْدير الشَّعْب ومَحبَّته.
2- شُهرة، صيت ذائع معروف ومَحبوب.
في الاجتماع ..
وضع الألماني جوتة - Goethe - كلمة «شعبية» وأراد التعبير بها عن الشعب كشخصية موحدة ، تعيش خصائصها في كل فرد من أفراد الشعب.
بينما يعرّف «هابرلاندت» الشعبية بأنّها: «الجوهر الكامن في كل فرد من أفراد الشعب».
في السياسة والسلطة..
بقيت كل السير التاريخية في الغالبية العظمى منها تنقل إلينا - قبل أن نعاصر الحديث منها - علاقة تشبه طرفين متماثلين للمغناطيس: الحكومات، والشعوب.. وحتى دون دواع للتنافر تقول السير بأنه لابد أن يصنع أحدهما داعياً يبقي العلاقة بينهما تغلي على الدوام، أو أن التاريخ بالغ فصور تلك العلاقة كذلك، فبدت وكأن ما بين الطرفين أسطورة تحولت إلى عقيدة توجب على الفرد كجزء داخل المجتمع أن يحقن كل المواقف بالعدائية، وعلى مفاصل الحكومات وأذرعتها وأفواهها أن تنفخ تلك الجمرة لتبقى مشتعلة، وإلا لما مارست السلطة بمعناها الملموس المجرد والضيق. ليبقى المشهد السياسي مملاً، ومكرراً لا يتغير.. وكأن له دورة حياة تتجدد مع كل أجيال الشعوب، ومع كل حكم جديد.. حتى باتت بعض أفراد الشعوب لا يعرفون أسماء من يحكمون الأرض التي تجمعهم، فكأنهم عليها جمادات تستفز لتصحو وتحترق وتموت من جديد.. وهكذا.
في هذه الحالة الخاصّة تحديداً..
الحالة التي تجعل الشعوب التي تسكن أقصى الشرق تحمل كل هذا التقدير والمحبة لقائد لا تجمعهم به أرض ولا انتماء سوى الشعور الكامن داخل كل فرد منهم.
قائد ملهم على الجهة الأخرى تماماً أقصى الغرب بقليل.. ويحظى لدى تلك الشعوب بالمحبة والتقدير وله بينهم صيت شائع وشهرة.. رغم أن سلطته الشرعية لا تتجاوز حدود أرض بلاده وقلوب شعبه المحب، متجاوزاً بشعبيته لديهم كل الزعامات، والسلطات.. والشخصيات التي تتولى زمام السياسة في بلادها منذ زمن، وقد يتجاوز عمر هذا الأعلى صيتاً، والأكثر تقديراً..
المحبوب شرقاً وغرباً فلا تغيب سيرته عن جهة، ولا تفتأ مصادر الضوء عن متابعة أدق تفاصيل أرض وطنه التي باتت أكثر وضوحاً وشعوراً بقيمتها وأهميتها منذ أن امتلك زمام الأمر عليها، تلك الشعوب كونت تلك الشعبية عن بعد من خلال التفاتة العالم نحو تلك التفاصيل وهذه الأرض.. ودون أن يستوعبوا بأن صاحب الشخصية الأكثر شعبية، والذي نراه قائداً فذاً، ومحنكاً، وعلى يديه استشرفنا المستقبل لما لا نهاية.. وهو لا يرى ذاته سوى أحد أفراد عائلتنا، وقبيلتنا، وسكان حينا.. هذه الرؤية التي نحملها تجاهه، ورؤيته لذاته بين أكثر من ثلاثين مليون إنسان هي سر الجاذبية التي يندر أن ترويها جغرافيا السلطة، وتنقلها صفحات القادة السياسيين أو حتى حساب بسيط لأحد أفراد الشعب.. أي شعب كموقف سلبي أو تعبير عن النفور من طرف المغناطيس الآخر.
محمد بن سلمان بن عبدالعزيز..
وما أسفر عنه استطلاع مركز أبحاث «Lowy Institut» الأسترالي بأن سمو سيدي ولي العهد - حفظه الله - هو الزعيم الأكثر شعبية لدى الشعب الإندونيسي الصديق، دون شك هو تجسيد لما قدمه سموه خلال السنوات القليلة الماضية لبلاده، ولشعبه، ولأجيال قادمة أيضاً.. اختصر من خلاله عقوداً من الزمن والجهد والتكلفة، ويغير بذلك اتجاه أنظار العالم شعوباً، وحكومات.. نحو جهة توشحت بالأخضر لتكون مركزاً عالمياً وعلى الأصعدة كافة.. هذا فيما يخص الفكرة التي كونتها الشعوب الأخرى عن السعودية، وأميرها الشاب الملهم للشعب السعودي، ولأي شعب يأمل ما فيه خير الإنسان وعيشه بسلام.
أما فيما يخصنا نحن المنتمين لهذه الأرض، والباقين على عهد الوطن وعهد قادة البلاد، نحن من يرى فينا سمو المحبة والتقدير والشعبية و»طويق» الأشم الشامخ في قلب الوطن، فسنبقى كما يرانا سموه.. وما بيننا أكثر شعبية دون استطلاع، وسراً سنحكيه لأجيالنا ولسموه على أرضنا الخضراء، وينعكس بما يزيدنا رفعة وعلواً.. ويزيد الأنظار المتجهة نحونا.
لذا على الحكومات قبل الشعوب أقصى، وأدنى.. أن يحاولوا تصور ذلك السر الذي يربط ما بين عشرات الملايين من السعوديين من جهة، ونجم الوطن الذي لا يعرف الغروب من جهة أخرى.. والشاعر يقول:
ولو أن قلب طويق باح بسره
لم يعد ما هو شف عنه مجلجلا