«الجزيرة» - الرياض:
تشهد مسابقة «عطر الكلام» التي تنظّمها الهيئة العامة للترفيه تنافسات استثنائية في الأداء الصوتي للمتسابقين المشاركين بفرعيها للتلاوة والأذان، حيث يخضعون لتقييمات أداء المساحات والذبذبات الصوتية من قبل اللجنة التحكيمية المتخصصة في علوم القرآن والأصوات والمقامات.
وباعتبار المسابقة فريدةً من نوعها في التركيز على الأداء الصوتي، فإن معاييرها تعتمد على الموازنة بين حسن الأداء وضبط النغم والنطق الجيد لحروف القرآن وجمل الأذان، إضافةً إلى نبذ التكلّف والمبالغة من خلال الجمع بين الخشوع والأحكام والأداء الصوتي.
ويتم تقييم المتسابقين بمنافسات «عطر الكلام» في عدة أمور، من بينها الدقائق التجويدية، والمقامات الصوتية التي تعد إحدى أبرز الوسائل لتحسين الصوت في القرآن والأذان، وإضفاء تناسق فريد وتأثير صوتي مميز في قراءة الآيات ونطق جمل الأذان.
وتتميز أصوات المتسابقين بقدرتهم على تجاوز الطبقات الطبيعية لأصواتهم خلال التنافسات التي انتهت أولى مراحلها أمس، بزيادة حدة الصوت فوق طبقته العادية بما يعادل سلمًا كاملًا، ليصل إلى ما يعرف في الأداء الصوتي بدرجة الجواب، إضافةً إلى تمكنهم أيضًا من الهبوط بأصواتهم تحت مستواها الطبيعي عبر زيادة رخامتها للوصول إلى درجة القرار.
وتُظهر تنافسات المسابقة قدرة كثير من المتنافسين على الانتقال بسلاسة وعذوبة من طبقة صوتية إلى أخرى، دون تعرض أصواتهم أو أدائهم لأي كسر أو اهتزاز، ما يزيد في حدة التنافسات ومضاعفة حماستها في المراحل المقبلة للمسابقة.
وتشهد المسابقة ألوانًا من الأداءات الصوتية المميزة التي ركزت عليها اللجنة التحكيمية، وطبَّقها المتنافسون في التلاوة والأذان، ومن أبرزها ظاهرة الغنة المحببة إلى الأذن العربية، مما أسهم في إظهار قدرات المتسابقين في التنغيم الذي يوضح بشكل لافت عددًا من الأمور، من أهمها إبراز الفوارق بين الاستفهام والإخبار والنداء والتعجب.
وشهدت المرحلة الأولى مجموعة من التنافسات بين المتسابقين الذين يقرؤون القرآن بشغاف قلوبهم ويتلونه بجميع حواسهم، عبر حناجر ندية طغت على المقامات، وأظهرت كاريزما الأصوات التي لانت لها قلوب المشاهدين من مختلف أنحاء العالم.
وتمثّلت معايير المسابقة للتجاوز إلى مرحلة ربع النهائي في إجادة الأداء، وحسن التنقل بين المقامات، وإطالة النّفَس، إضافةً إلى فهم اللغة، ومعرفة ما يتناسب مع كل موضع، سواء في أداء التلاوة أو رفع الأذان.
وكشف عدد من المتسابقين المتأهلين إلى مرحلة ربع النهائي عن حماستهم لمواصلة النجاح الذي حققوه في المرحلة السابقة، مبدين استعدادهم لخوض تحديات جديدة تجعلهم أقرب للمنافسة على المراكز الأولى للمسابقة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أهمية دور اللجنة التحكيمية في الارتقاء بمستوياتهم من خلال ملاحظاتها الدقيقة، ونصائحها التي تمثل منهجًا وطريقًا مباشرًا إلى تلاوة القرآن ورفع الأذان بالأساليب الصحيحة.
وتأهل من تصفيات المرحلة الأولى للمسابقة إلى ربع النهائي 12 مشتركًا عن كل فئة من التلاوة والأذان، ويستمر التنافس ليصل 6 مشتركين من كل فئة إلى مرحلة نصف النهائي، وفي الجزء الأخير من المسابقة يتأهل أفضل 4 قراء، و4 مؤذنين للنهائي، ويخضع كل مشترك حينها لآخر اختبار أمام لجنة التحكيم قبل أن يعلن اسم الفائز في كل فئة. ويعرض برنامج «عطر الكلام» يوميًّا عند الخامسة مساءً بتوقيت الرياض على قناة السعودية، إضافةً إلى منصة شاهد، ويحتوي على تنافسات مسابقات القرآن الكريم والأذان العالمية بفرعيها للتلاوة والأذان.