أ.د.عثمان بن صالح العامر
عون هذا هو: (برنامج خيري تقيمه كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز بالشراكة مع الوقف العلمي في الجامعة)، رعى حفل تدشينه الأربعاء قبل الماضي 5 رمضان 1443هـ معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، ويهدف هذا البرنامج إلى: (تقديم الدعم المادي لطلاب وطالبات كلية الطب في الجامعة من ذوي الدخل المحدود بما يحقق استمرار مسيرتهم الأكاديمية).
بصدق هذا البرنامج وما ماثله من برامج ذات مساس بواقع الطالب الجامعي ما نحتاجه في جامعاتنا السعودية الحكومية والخاصة على حد سواء، خاصة في الكليات النوعية ككلية الطب، فكم هم الطلبة الذين خسرهم الوطن وخسروا هم مستقبلهم جراء ظرف مالي عارض، وضائقة اقتصادية طارئة لم يكن بمقدورهم التغلب عليها وتجاوزها بسلام فكان منهم التأخر الدراسي وربما الانسحاب أو الفشل لا سمح الله مع أنهم كانوا من أميز الطلبة وأذكاهم، وربما جرت عليهم أوضاعهم الاقتصادية هذه أمراضاً نفسية ألمت بهم فكانت سببا لنتائجهم السلبية، ولذا فوجود وحدة الإرشاد والدعم الطلابي في الجامعات هي في نظري مهمة جداً خاصة في هذا الوقت بالذات، وإنشاء صندوق تكافلي موثوق يُدعم بسخاء من عمادة وأساتذة الكلية ومن يرغب من منسوبي الجامعة أو حتى من أولياء الأمور وأصحاب السبق والمبادرات الحسنة - أسوة بكلية الطب في جامعة المؤسس رحمه الله - يعد من ضروريات المرحلة، ومردوده الوطني والإنساني لا يخفي على كل معايش للواقع الأكاديمي في جامعاتنا السعودية، ومدرك لفقه المآلات في كلا الحالتين (الدعم وعدمه)، فضلاً عن أن هذا العمل الخيري سيعزز قيمتي الولاء والانتماء لدى الطلاب والطالبات تجاه كليتهم الحريصة على مصلحتهم وجامعتهم المحتضنة والداعمة لأبنائها وبناتها وقبل هذا وذاك وطنهم الذي أعدهم للغد، وفتح أمامهم أفق المستقبل، وسخر لهم كل سبل التفوق والنجاح.
إنني أعرف طلاب اضطرتهم ظروفهم العائلية إلى دخول سوق العمل وهم على مقاعد الجامعة، والقبول برواتب متدنية، والقيام بأعمال دونية وهم في كليات نوعية، ونتيجة التضارب الطبيعي بين الدراسة والعمل ألجأتهم الظروف إلى التحويل لكليات أخرى، ومنهم من عجز عن إكمال دراسته للأسف الشديد.
قد يقول أحدكم، إن للطالب مكافأة تمنح شهرياً من قبل الجامعة وهي تكفي، وغاب عن بال هذا القائل إن بعض الطلاب يصرف على عائلة بالكامل، وقد ينتقل من مدينة لأخرى رغبة في تخصص معين تحقق له القبول فيه بعيداً عن أهله.
طالب الطب اليوم يحتاج إلى مراجع علمية وأجهزة إلكترونية وملابس خاصة ودخول دورات تدريبية ودروس خصوصية وهذه جميعا تتطلب مالاً يفوق قدرات طالب وطالبة هذا التخصص، وما ماثله من التخصصات النوعية التي نحن بحاجة ماسة لخدمات من استطاعوا الحصول على مقعد دراسي فيها رغم عنف المنافسة وشدتها كما هو معلوم.
شكراً لسعادة الدكتور إبراهيم بن محمد إبراهيم رئيس وحدة الإرشاد والدعم الطلابي بكلية الطب صاحب الفكرة، شكراً لسعادة الدكتور عصام كوثر المدير التنفيذي بالوقف العلمي، شكراً لسعادة عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور محمود الأحول، الذي أشار في كلمته بهذه المناسبة أن هذا البرنامج المتميز يتماشى مع مستهدفات خطة الجامعة الإستراتيجية نحو تنمية وخدمة المجتمع والتي بدورها تتوافق وتتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع حيوي مزدهر ومتكافل.
شكراً لمعالي رئيس الجامعة راعي هذه المناسبة الذي ثمن هذا العمل النوعي الرائع الذي يجسد مبدأ التكافل الاجتماعي وكان أول المبادرين لدعم البرنامج بسخاء.
شكراً لقيادتنا الحكيمة الداعمة والمرحبة والمثمنة لكل مبادرة نوعية إيجابية رائعة، والشكر من قبل ومن بعد لله عز وجل أن منّ علينا في هذا الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية بأناس يحلمون هم الآخرون، ويفكرون بعقلية الجمع، ويجعلون نصب أعينهم مستقبل المبرزين من شباب وفتيات هذا البلد المبارك، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.