ميسون أبو بكر
موضوع المشاهير والكتابة عنهم أو التعليق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبح شائعاً، وأسهب فيه كثيرون ليس فقط لأنهم أمر مستجد في مجتمعاتنا، بل لأن وضعهم مثير للقلق والعجب والاشمئزاز والمبالغات والتجاوزات أيضاً، ومؤخرا أصبحوا تحت المجهر بعد الكشف عن دخلهم وأرصدة البعض منهم ممّا أثار الشكوك حول نشاطاتهم.
أصبحت الشهرة آفة في المجتمع وهوساً لدى البعض، حوَّلها لأزمة مجتمعية ربما تحتاج إلى التوقف عندها من قبل الخبراء وأطباء علم النفس والتخصصات التي يمكنها أن تفسر هذه الظاهرة وتطرح طرق العلاج لها.
بعض المشاهير أطفال والشهرة ضيعت طفولتهم وأصبحوا ضحية لها ومعلنين عن منتجات لا يكادون يستوعبون ماهيتها وطفولتهم البريئة براء منها، تركوا ألعابهم ورفقاءهم الأطفال وتاهوا في وعثاء الإعلانات وصخب الشهرة التي ستخلف آثارها الدامية في نشأتهم على المدى البعيد.
مشاهير الغفلة فتحوا نوافذ وجدران منازلهم وغرف نومهم على مصراعيها كأفلام فاسدة تبث على مدار الساعة دون رقيب ودون مراعاة لأعمار متابعيهم ، فشاعت ثقافة دخيلة على مجتمعاتنا وخلفوا أفكارًا مشوهة لا ضابط لها، وأثروا في المراهقين وضعاف النفوس بشكل سلبي، وأعتقد أن الفوضى التي خلفوها سواء في إعلاناتهم التي أحدثت خللا في المجتمع وهدرا لأموال الناس أوفي سلوكياتهم المشينة التي تباهوا بها على العلن تحتاج منا وقفة وتفكير وإعادة تأهيل لحياتنا.
ماذا بعد، سيدات يشهرن مفاتنهن (بقرف) قبل كل إعلان بحجة الحرية، والحقيقة أن المعلنين يستخدمونهن كسلع للترويج لبضائعهم، طفلة تضع مساحيق تجميل للإعلان عنها ويقلدها أطفال بمباركة جهل أهلهم ، وآخرون يستغلون أطفالهم للترويج والإعلام ولكسب المشاهدات، ثم قصص زوجية وطلاقات وزواجات تحكيها مشهورات بطرق استفزازية وهمجية وغير أخلاقية.
والمجتمع هو المستهلك الأول لإعلانات مشاهير الفلس وهو الذي يشاهد وتزيد المشاهدات بسبب متابعته واشتراكه في حساباتهم، وهو الذي يشتري بضائع المشاهير وهو الذي (يفز قلبه) إن التقى مشهور وهو الذي يلتقط الصور التذكارية معهم ويشغلون حديث مجالسه ووو.
نتمنى أن نتجاوز هذه الجائحة (كورونا المشاهير) وأن نتعافى قريباً من هذا الورم الذي اجتاح مجتمعاتنا وأرهقنا مالياً ونفسياً.