لم يكن غياب الأستاذ الدكتور إبراهيم الفوزان عن قسم الأدب في جامعة الإمام بن محمد بن سعود الإسلامية غياب شخص مفرد، بل غياب عالم بكل ماتعني كلمة (عالم) لكننا نعيش عصر الجحود، أصابه المرض، و مع ذلك فهو حامد شاكر، إذ لا يفتر لسانه عن حمد الله و شكره، حتى أقعده هذا المرض، و حالت الأسباب دون زيارته. مرت سنون قليلة حتى انتقل إلى رحمة ربه في شهر فضيل، وَوُورِيَ جثمانه في مقبرة النسيم بالرياض في التاسع من شهر رمضان لعام 1443هـ.
لقد مات الفوزان و من ذا الذي لا يموت...؟
لقد تذكرت أديب الأندلس (لسان الدين ابن الخطيب) وهو في سجنه عندما قال:
كنا عظاماً وصرنا عظاماً
وكُنا نقوت فها نحن قوت
فقل للعدا مات ابن الخطيب
وفات، ومن ذا الذي لا يموت
الفرق بين الفوزان وابن الخطيب أنه لا يوجد له عدى، فكل الناس حوله يقدرونه ويحترمونه ويجلونه، وهو محب للكل، ويحب الخير للكل..
كان أحد أقطاب ثلاثة خدموا الأدب السعودي وكلهم قد قدموا إلى رحمة الله وكلهم من منسوبي قسم الأدب في كلية اللغة العربية في جامعة الإمام وهم: (الدكاترة الفوزان والحامد وابن حسين).
كان (ابن حسين) هو السابق، ثم تلاه عبدالله الحامد، ثم ها هو الفوزان يلحق بهما، عليهم جميعاً رحمة الله.
لقد تركوا أثراً في المكتبة السعودية ، عله ينفعهم وهم تحت اللحود، فكم أفاد منهم الطلاب توجيهاً وإشرافاً وقراءة ومناقشة و و .. إلخ ذلك من متطلبات أستاذ الجامعة الكفء!!
كانت الخسارة كبيرة بفقدهم، ولعل آخرهم كان أكثر تعلقاً بتخصصه، فقد أسمى ولده (أديب)، كما كان أكثر تعلقاً بوطنه، فأسمى ولده (رياض) على اسم الرياض، وآخر (بنجد) على اسم منطقته..
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ورحم من سبقه وأرجو من الله أن يلهم أهله ومحبيه وطلابه الصبر والسلوان، إنّا لله وإنّا إليه راجعون..
** **
- أ.د. عبدالله ثقفان