عثمان بن حمد أباالخيل
أتعجّب كغيري من المُتعجبين حين تتحول عمليات التجميل إلى أسلوب حياة الكثير من الناس، وأصبح خيارًا لمَنْ لا خِيار له. للأسف تقول الإحصاءات إن 10 % من الناس بحاجة لعمليات التجميل، أما 90 % من عمليات التجميل فهي عمليات عبثية يشوّه بها الإنسان صورته الجميلة. برأيي الشخصي الجمال والمال وجهان لعملة واحدة وهي التشويه، لا أستغرب أذا قِيل أو سمعتم أن السعودية احتلت المرتبة الأولى بين الدول العربية في عملية التجميل، وذلك بحسب الجمعية الدولية للجراحة التجميلية وبلغة الأرقام مع إنها متضاربة، إلا أن الرقم القريب للصحة احتلت السعودية المركز الثاني عربيًا في عدد أخصائيي التجميل بـ306، فيما جاءت الـ29 عالميًا، ويسبقها من الدول العربية مصر بـ1215 أخصائيًا، وتصدر تكبير الثدي أعلى 5 عمليات جراحية في جميع أنحاء العالم، قدر حجم سوق التجميل في العالم في عام 2018 بنحو 180 مليار دولار، إن حجم الإنفاق بلغ أكثر من 9.3 مليار دولار في دول الخليج العربي مع توقعات بالمزيد من النمو.
عمليات التجميل الفاشلة المخيفة هل تعلمون أثرها النفسي والاجتماعي على الإنسان الذي أراد أن يتجمّل والتي سوف تعيش معه طويلاً، من تلك المشاكل مشاكل نفسية ونظرة دونية وإحباط وانعزال وانهزام أمام تقدم العمر. وهذا الموضوع يحتاج إلى مقال مطول، المؤسف أن بعض الأطباء يقومون بعمليات تجميل غير ضرورية فقط للمتاجرة. ويبدو أن التكلفة المعقولة مادياً خاصة بالنسبة لبعض القادرين والتي تتراوح بين 3 إلى 5 آلاف ريال لعمليات البوتكس والفلير. أما العمليات النسائية الأخرى فتتراوح تكلفة العملية الواحدة من 25 إلى 50 ألف ريال. إن عمليات التجميل لدى الصغيرات تعود أحياناً إلى أسباب غير معقولة كحب التقليد بصديقتها، والتشبه بالمشاهير، يا له من عالم مترف.
شخصيًا لست ضد عملية التجميل الضرورية، وكلمة ضرورية لا يفسرها الإنسان كما يهوي، للضرورة أحكام ومن تلك الضروريات لإزالة العيب الناتج عن حادث أو كان خلقة كإصبع زائدة أو شيء زائد في الجسم أو حروق. إنّ هوس عمليات التجميل للرجال قبل النساء ظاهرة غربية على مجتمعنا ومما ساعد على ذلك هذا الكم من عيادات التجميل المنتشرة في كل مكان وكل زاوية، وتلك الدعاية والترويج الإعلامي والإعلاني لست أدرى إلى أين نحن متجهون؟ ربما يأتي ذلك اليوم الذي يغير به الإنسان وجهه وبعض أجزاء من جسده كما يشاء بعمليات التجميل أو طرق أخرى مستحدثة. الأغنياء أصحاب الأموال هم الذين ينفقون أموالهم على تشويه أنفسهم، وتشويه عمليات التجميل ليس مكياجاً يسهل إزالته بسهولة. همسة في أذن من تنوي إجراء عملية تجميل، إسألي نفسك، ما هو الهدف من عملية التجميل؟ من هو الطبيب المتخصص الذي سوف يقوم بعملية التجميل (التشويه)، ما هي الآثار الجانبية للعملية؟ ما هي الآثار النفسية في حالة فشلها؟
في الختام ليس هناك امرأة بشعة ولا رجل ليس وسيمًا، هناك فقدان الثقة بالنفس ومجاراة الآخرين والعبث بصورنا الجميلة التي خلقها الله.
«أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا تر الوجود جميلا»
- إيليا أبو ماضي