الكل يفرح بهذا الشهر الفضيل وننتظره طوال العام رجالاً ونساء شباباً وشيوخاً حتى الأطفال تدخل عليهم الفرحة بدخول هذا الشهر شهر الفضل الذي تفتح به أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتصفد فيه الشياطين وأوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار فكلنا يبحث ويلهث ويجري حول هذه المغفرة والرحمة ليكفر ذنوبه وأخطاءه طول العام إذا كان عليه ذنوب حيث إن فيه ليلة خير من ألف شهر من وفّق فيها وصلى فيها غفر له ما تقدم من ذنبه، تكثر في هذا الشهر قراءة القرآن الكريم ودفع الزكوات والصدقات وكلما تقدمت لياليه تقدم وكثر الدعاء والمثوبة رجاء من الله سبحانه وتعالى أن يضاعف الحسنات الحسنة بعشر أمثالها وفي هذا الشهر يكثر حظ الفقراء والمساكين حيث يتفقدهم من لديه حاجاتهم بعد الله فيدفع لهم الزكوات من المال ومن صدقات عينية من مواد غذائية تعينهم على قضاء الشهر إضافة إلى دفع الصدقات المادية لمن يقدرون عليها لأن الله سبحانه وتعالى يقول {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى...} (الآية)، المؤمن (كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً) الكل يهب في عمل الخير لمستحقيه وتفطير الصائمين (لأن من فطر صائماً فله الأجر والثواب مضاعف)، المساجد تعج بالمصلين سواء في الصلاة المفروضة أو صلاة التراويح والقيام، وطالما أن شهرنا هذا شهر المحبة والتصافي والألفة والتكاتف والتعارف فعلى أفراد المجتمع أن يمحوا البغضاء والتشاحن فيما بينهم. اللهم أعنا على صيامه وقيامه واجعلنا من المقبولين، واحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء، وانصر جنودنا على ثغور حدود الحرمين الشريفين واشفِ مرضاهم وجرحاهم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.