رمى، ولكنه
ما اختار حين رمى
لا ماؤه الماء،
أو سالت دِماهُ دَما
مشيئةٌ كاعتقادِ
العنكبوتِ
به تروحُ..
تأتي..
فما ينفكُّ بينهما!!
مُشَرنَقٌ في
فؤادِ الريحِ،
ربَّصَهُ
بنفسهِ.. نفسُهُ
فيما تريدُ، وما!!
يهتزُّ في أعينِ
الرائي على قلقٍ
بلا هجيرٍ،
وما يغني
المُقيظَ ظما!!
لا مستقيمٌ
على قوسيهِ،
لا دَوِرٌ
إلى الأمامِ،
ولا يُجدي
إذا انتظما!!
من كلِّ شيءٍ
على عِطْفيهِ
منسلخٌ
تكاد تمسخُهُ
أشياؤهُ سُدُما
يغيبُ.. يحْسَبُهُ
في الغيب منتصرا
وليس يحضرُ
إنْ لم يأتِ منهزما
لمَّا تنصَّلَ
خوفا من تشَيُّئهِ
أطلَّ في ذاتهِ
الوجلى به
عدما
لم يبق ثمةَ
نارٌ تشتهيه،
ولا بحرٌ يُقِلُّ،
ولا حَنَّتْ
عليه سَما
** **
- شعر/ جبران محمد قحل
TOP