الجزيرة - وكالات:
أصدرت وكالة ناسا صورة مذهلة لحفرة فريدة من نوعها على سطح المريخ مع حواف غريبة ومضيئة تمنحها مظهر بصمة الإنسان.
وتُعرف الحفرة الموجودة في الصورة باسم Airy-0، وهي منخفض يبلغ عرضه 0.3 ميل (0.5 كيلومتر) يقع داخل فوهة Airy الأكبر بكثير، والتي يبلغ عرضها نحو 27 ميلاً (43.5 كم). والتقطت الصورة التي صدرت حديثًا في 8 سبتمبر 2021، باستخدام التجربة العلمية للتصوير عالي الدقة على المركبة المدارية لاستكشاف المريخ التابعة لناسا، وشاركتها ناسا في منشور على "إنستغرام" في 11 إبريل.
وفي عام 1884، اختار علماء الفلك في الأصل الحفرة Airy الأكبر حجمًا لتحديد خط الزوال الرئيس للمريخ، وهو خط طول درجة الصفر حيث يلتقي الشرق بالغرب، وفقًا لوكالة ناسا.
وعلى الأرض، يتم تمييز خط الزوال الرئيس بوساطة مرصد غرينتش الملكي في المملكة المتحدة، والذي يشير إلى الحدود بين نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي.
وسميت الحفرة Airy على اسم عالم الفلك البريطاني السير جورج بيدل إري، الذي بنى التلسكوب في مرصد غرينتش الملكي الذي اكتشف الحفرة الضخمة لأول مرة.
واختار علماء الفلك Airy لتمييز خط الزوال الرئيس للمريخ لأنه كان كبيرًا بما يكفي لتراه بوساطة التلسكوبات في ذلك الوقت. وكتب ممثلو وكالة ناسا على موقع "إنستغرام": "لكن مع توفر صور عالية الدقة، كانت هناك حاجة إلى ميزة أصغر".
واختار العلماء Airy-0 ليحل محل Airy كعلامة الزوال الرئيسة لأنه كان الحجم الصحيح ولكنه لن يتطلب تغييرات جذرية على الخرائط الحالية، وفقًا للمنشور.
وتقع الحفرة Airy في منطقة تُعرف باسم Sinus Meridiani، والتي تُترجم إلى "Middle Bay"، وفقًا لوكالة ناسا.
وتُعرف التلال المضيئة في الحفرة باسم التلال المستعرضة الجوية (TARs)، وفقًا لما قالته أبيجيل فرايمان، عالمة الكواكب ونائبة عالم المشروع في مركبة Curiosity التابعة لناسا، لموقع "لايف ساينس".
وقالت فريمان إن الحواف تتكون من كثبان رملية تغطيها طبقة رقيقة من الغبار. ومن المرجح أن يكون الغبار الذي يغطي TARs في Airy-0 هو الهيماتيت، وهو معدن مصنوع من أكسيد الحديد، وهو متوفر بكثرة في المنطقة المحيطة ويعطي الأرض لونًا رماديًا في الصورة. ومن المحتمل أن يكون غبار الهيماتيت عاكسًا، ما يجعل TARs تبرز من بقية الحفرة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُلاحظ فيها خطوط غريبة في حفر المريخ.
وفي 30 مارس، أصدرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) صورًا لزوج من الحفر التي التقطتها المركبة المدارية Mars Express التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية. وأظهرت إحدى هذه الفوهات دليلاً على تموجات بدت مشابهة بشكل ملحوظ للحواف على دماغ الإنسان، ومع ذلك، فإن هذه الخطوط ناتجة عن رواسب الجليد بدلاً من TARs، حسبما أفاد موقع Space. وفي يونيو 2021، التقطت مركبة ExoMars Trace Gas Orbiter - وهي مهمة مشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس"- صورًا لحفرة محيرة ذات حلقات متحدة المركز تشبه الأشجار. ومرة أخرى، كانت هذه الميزات أكثر احتمالاً بسبب الجليد من المذنب الذي ولده، وليس TARs، حسبما ذكرت "لايف ساينس" سابقًا.