إبراهيم الدهيش
كأمر طبيعي تفاوتت ردود الأفعال سواء الإعلامية أو الجماهيرية ما بين مؤيد ومتحفظ أو رافض لما صدر من الاتحاد السعودي لكرة القدم من قرارات منها ما يخص الدوري المحلي أو فيما يتعلق بالمحترفين الأجانب وآلية الترشيح لبطولة الأندية الآسيوية.
-وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع تلك القرارات إلا أنه لا بد أن نشير ونشيد في الوقت نفسه باختيار الاتحاد للتوقيت المبكر لطرح هذه القرارات مما يؤكد وجود التخطيط المستقبلي وإعطاء الأندية الفرصة الزمنية الكافية لإعادة قراءة وترتيب أوضاعها حسب المتغيرات الجديدة على اعتبار أن العمل بها بدأ من الموسم بعد القادم.
-وبرغم أنني لا أشك لحظة بأن هذه الترتيبات وإعادة الصياغة التنظيمية لهذه الجوانب قد خضعت للدراسة والتمحيص والمراجعة كون الزيادة في عدد الفرق إلى ( 18 ) تعني زيادة في عدد الجولات وفي عدد المباريات بواقع ( 4) جولات و( 66 ) مباراة وبالتالي سيترتب على ذلك مزيد من الأعباء الإدارية والتنظيمية والتحكيمية وازدحام روزنامة الموسم ناهيك عما تتطلبه من زيادة في الدعم المالي وبرغم أنها تمثل للبعض مزيداً من الإثارة والتشويق إلا أنني لا يمكن أن أخفي خشيتي من أن تكون تلك الزيادة على حساب المستوى الفني للمسابقة!
-وما زلت عند رأيي الذي سبق أن طرحته في أكثر من مقالة فارطة حول العدد ( 7 ) للمحترفين الأجانب فضلاً عن زيادتهم إلى ( 8 ) وسأظل عند رأيي ما لم يحدث العكس بأن ذلك على حساب منتخبنا الوطني الذي دفع وسيدفع ثمن فاتورة ذلك مستقبلاً!
-أفهم بأن وجودهم قلص الفوارق الفنية بين الفرق.
-وأتفهم بأنه أعطى للمسابقة نفساً جديداً وزخماً إعلامياً وتسويقياً وجماهيرياً.
-وأدرك حجم مساهمتهم في ارتفاع المستوى الفني للمسابقة.
-لكنه في المقابل قلص من فرص مشاركة عدد من المواهب ومستقبل كرتنا السعودية بدلالة أن منتخبنا وهو المقبل على مشاركته العالمية يشكو ثقوباً في توليفته لا يمكن تجاهلها فلا مهاجم يمكن المراهنة عليه ولا مدافع يمكن الاعتماد عليه هذه هي الحقيقة أما من يرى بأننا تأهلنا بالرغم من وجودهم فلا وجه للمقارنة بين المنتخبات الآسيوية ومنتخبات أوروبا أو أمريكا الجنوبية أو حتى الأفريقية خاصة إذا ما كنا نطمح لأن نخرج من عباءة شرف المشاركة إلى ما هو أبعد أما إذا كان مجرد التأهل هو أقصى طموحاتنا فلنكتف بما تحقق ونرض بما يستطيع نجومنا أن يقدموه اليوم أو غداً!!
تلميحة أخيرة
-إذا كانت دائرة التحكيم تعتقد بأنها عندما تشير وتفند أخطاء حكامها ستصلح من أحوالهم وتطورهم أو أنها تساهم في تهدئة الأمور وامتصاص غضب المدرج وصوت الإعلام فهي مخطئة على اعتبار أن مثل هذه المؤتمرات تؤجج ولا تعالج فالواضح والمؤكد أن هناك انتقائية لتلك الأخطاء لا يمكن ( دمدمتها ) تهدف لإرضاء أطراف على حساب القانون وبالتالي أصبحت هذه الدائرة بفلسفتها التي لا تمت للشفافية والوضوح بصلة جزءاً من المشكلة ومن هنا ومن أجل رياضة نقية نزيهة تسود فيها العدالة والحياد نحن أمام خيارين لا ثالث لهما إما إيقاف هذا العبث أو إعادة النظر فيما يطرح!!
-وفي النهاية: بشخصيته وخبرته بهيبته وعنفوانه بتاريخه وأرقامه يبقى الهلال أحد أهم ناشري ثقافة الفوز وصانعي الفرح. إنه اسم ارتبط بالبطولات وتاريخ مليء بالإنجازات وجغرافيا امتدت بطول وعرض الخارطة الرياضية دائماً ما يصنع الحدث ويترك للآخرين مهمة التعليق وكفى!! وسلامتكم.