أحمد المغلوث
لقد تحدثنا كثيرًا في هذا الموضوع الله يخليك يا أم فهد.. الحمد لله لدينا الآن أربعة أولاد وبنت فيهم البركة والله يساعدنا على تربيتهم التربية الصالحة.. بس عملية (اللولب) سببت لي مشكلة وبين فترة وفترة تسبب لي حساسية أنت ما تحس بها.. والحبوب جربت مختلف الأنواع جميعها تسبب لي في دوخة وغثيان.. كانت تعطيه ظهرها وهي تقول ذلك.. عندما قاطعها الآن الوضع الصحي غير أول بإمكانك مراجعة استشارية النساء في أحد المستوصفات الخاصة وإن شاء الله تجد لك حلاً مع مشكلتك مع الحبوب.. أما أننا نستمر في الحمل والولادة بهذه الصورة أعتقد ما نكمل العشر سنوات إلا وعندنا ما شاء الله فريق كرة قدم نسيتي أن أول أولادنا توأم؟! كان الزوج منكمشًا تحت غطاء اللحاف القطني وهو يحسن من وضعه على جسده فهو يشعر بقشعريرة برد من تأثير المكيف ولا يستطيع إيقاف التكييف فزوجته لا تتحمل لفحة الحر أبدا حتى ولو جاءت في هذه الفترة الربيعية.. واصل كلامه قائلاً: الله يهديك من يوم راجعت تلك الطبيبة في الخبر وأنت ما غيرتيها خمس سنوات، يبدو أنك عقدت معها اتفاقية أبدية؟!.. ثم أضاف بعد أن بلع ريقه: بعض الحالات الحساسة تحتاج أحيانا إلى مراجعة أكثر من طبيب علشان كذا بعض الحالات تحتاج لمجموعة من الأطباء كل واحد يقرر رأيه في الحالة وبعدها يطلعون بنتيجة.. أما أنك تستمرين على هذه الحالة فبصراحة ومع إيماني بإرادة الله حملك هذه المرة خروج عن المسار..؟! فقالت الزوجة وهي تتحسس بطنها المنتفخ بس يا بوفهد أنا متأكدة إني ماخذه الحبوب.. رغم متاعبها فهي تتعبني لكني كنت أخذها كل ليلة والله يشهد وأنت أحيانا تشوفني ولا بعد صرت ما تشوف إلا فتيات المسلسلات والفضائيات حتى في رمضان..؟! قال الزوج يا أم صالح رجعنا لطير ياللي.. على طول طرتي لفتيات الفضائيات.. وفتيات مسلسلات رمضان؟! فجأة بدأت الزوجة تصرخ وهي تقول: بسرعة يا بوفهد كلم أختي حان موعد الولادة.. وفي غرفة الولادة بالمستشفى الخاص تعجب أطباء الولادة وهم يشاهدون الطفل الوليد مبتسمًا ابتسامة عريضة.. دائمة لا تنقطع. وأخيرًا دعت الطبيبة التي أشرفت على ولادة أم صالح عددًا من زملائها ليروا هذا المشهد المثير والعجيب والذي لم يسبق أن رأت الطبيبة مثله من قبل.. ولاحظ أحدهم أن الطفل قد أطبق يده اليمنى على شيء.. فمد يده نحوه وفتح يد الطفل.. وعندئذ وجد داخلها القرص الذي تأخذه والدته لمنع الحمل.. وياما بلع حبب.. حتى هذه اللحظة.. وصار الطفل الباسم حديث المجتمع في المدينة.. بل صار بعض أفراد المجتمع الذين وصلت لهم حكاية هذا الطفل الخبيث والبركة في رسائل الواتساب.. وتحويلاتها السريعة التي تصل للعديد من المعارف والأقارب وحتى الزملاء.. بل هناك من اتصل بوالده طالبين أن يعملوا لقاءات معه وطفله لينشروها في سناباتهم.. وكان يجيبهم بالاعتذار خوفًا من العين.. مع أنه بينه وبين نفسه يتمنى ذلك.. فربما اشتهرا هو وطفله أكثر منهم.. ولم يأت منتصف شهر رمضان إلا وقد وصلت لبيتهم المتواضع عشرات الهدايا وحتى علب «القرقيعان» من داخل المدينة وخارجها من ناس يعرفهم وناس لم يسمع عنهم.. هدايا للمولود ولوالدته بل هناك من اشتمل «قرقيعانه» على مبلغ من المال كذلك المستشفى الذي ولد فيه اعتمدت إدارته منحه رعاية طبية خاصة حتى سن البلوغ.. فلقد كانت ولادته أشبه بالبلاغ العام.. الذي أسهم في دعاية متميزة للمستشفى.. وفي صلاة التراويح والقيام كان يدعو الله شاكرًا على قدوم ابنه الخامس..