د.عبدالعزيز عبيد البكر
زادت الجرائم الإلكترونية بشكل ملحوظ في شهر رمضان المبارك، وسبب اختيار المبتزين عملياتهم الابتزازية في هذا الوقت، هو استغلالهم هذا الشهر الكريم واستدراج الضحايا لإدراكهم جيداً انه يوجد أموال تبرعات وأموال صدقات بتحويلات بنكية إلى المحتاجين، ومستغلين هذا الوضع بدايةً من أي معلومة تم جمعها للاستفادة منها من الضحية ولابتزاز الضحية، وربما يخرج منها المبتز لتمويه صاحب هذا الحساب بأنه جهة خيرية أو ربما مستغل انه يقدم مساعدات خيرية، ولوحظ حسابات كثيرة من خارج المملكة يقوم بإنشاء حساب بالتواصل الاجتماعي وهمي، ثم بعد ذلك يقوم بتوجيه هذا المبلغ إلى جهة مجهولة أو ربما إلى حساب بنك شخص آخر خارج المملكة، وقد يكون هناك اتفاق مسبق مع حساب بنكي لصاحب حساب لأن هذه المعلومات الشخصية التي حصل عليها المبتز قد تعطي معلومات أخرى ذات قيمة لتنفيذ عمليات ابتزاز أخرى وتهديد آخر. قد يكون أمام الضحية خياران: أما إنه يتم ابتزازه بذات هذه المعلومة الموجودة الخاصة السرية، أو أنه قد يحاول أن يستدرج الضحية إلى روابط إنترنت وصفحات لجلب معلومات من صاحب الحساب ثم يقوم الضحية بالاستسلام والرضوخ أمام هذا المبتز، ثم بعد ذلك يقع الضحية في الفخ بعد تعبئة بياناته ومعلوماته البنكية السرية. يجب بهذه الحالة أن لا يستسلم الضحية وعليه أن يبلغ الجهات المختصة أو أن يتوجه إلى اقرب فرع من البنك الذي يتعامل معه ثم يخاطب البنك بتجميد المبالغ التي خرجت من الحساب وفقاً للمادة 3 - 19 بدون علمه، وكذلك مخاطبة البنك بأن يقوم بمراسلة ومخاطبة البنك الذي تم تحويل عليه العملية الحسابية بتتبع صاحب الحساب المحول له وفق للمادة 3 - 20 من لائحة دليل مكافحة الاحتيال المالي.
ولقد صرحت النيابة العامة أن التبرعات الخيرية مجهولة المصدر تُعتبر من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف. ويأتي دور الوعي بمجال الأمن السيبراني لأن أصبح جزءاً أساسياً في كل بيت من بيوت مجتمعنا وعاملا مهماً أساسياً لا يتجزأ من إنجاز أعمالهم بالفضاء الإلكتروني والذي أصبح من متطلبات الحياة العصرية في العديد من الأعمال.
وبما أن بعض العمليات الإلكترونية الإجرامية تستهدف أفرادا ومنشآت حيوية مثل البنوك من خلال هجوم إلكتروني بل أيضاً بإمكانية تعطيل عمل أجهزة رئيسية بين المصارف والبنوك والأجهزة الأخرى اللوجستية، ذلك النوع من الهجوم ربما يتسبب في خسائره بمئات الآلاف للأفراد وبمئات الملايين للمنشآت، وكذلك ربما يهدم سمعة هذه الأسرة عندما ينجح المبتز في أهدافه وأيضاً ممكن تعطيل مصالح الفرد الإلكترونية الرئيسية، مما يعني أن هذا قد تجاوز كونه تحديا تقنيا إلى هدم الأسر واستنزافهم مادياً.
وأمام تلك التحديات أمام الأمن السيبراني فقد أولت بعض البنوك اهتماماً كبيراً بمواجهة مخاطر الهجمات السيبرانية وهو ما تضمنه مؤشر الأمن السيبراني بتحقيق المملكة العربية السعودية إنجازا كبيرا في جميع المجالات سواء على مستوى القطاع الحكومي أو على جانب القطاع الخاص، ولكن تأتي أهمية الوعي السيبراني ذات درجة أولى على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع أهمية قصوى، ولابد أن الأسرة تكون على دراية ومعرفة بهذا التخصص الحديث لأنه لا توجد خدمات في الغالب إلا وان يكون العالم الافتراضي والفضاء السيبراني جزءا أساسيا منه وأصبح الوعي السيبراني أحد متطلبات الأمور الحياتية.
** **
- دكتوراه بالأمن السيبراني والتحقيقات الرقمية الجنائية.