تقرير - عوض مانع القحطاني:
قدمت المملكة جهوداً كبيرة لإيقاف الحرب في اليمن الشقيق وإعادة الشرعية لممارسة مسؤولياتها لخدمة الشعب اليمني.
وبذلت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الكثير والكثير لإيجاد حل دبلوماسي للوضع المأساوي في اليمن الشقيق.
ومن هذا المنطلق وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين يتابع سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حل الخلافات اليمنية وجمع الفرقاء وتقديم العون والمساعدة ويؤكد حفظه الله إن اليمن خط أحمر في وجه من يتربصون به فالمملكة واليمن شعبان شقيقان مصيرهم واحد واستقرارهم مرتبط بالآخر.. والمملكة حريصة على وحدة اليمن ولن تسمح بوجود مليشيات تحارب وتزعزع اليمن نيابة عن الأعداء.
ويبين ولي العهد في أكثر من مناسبة أن المملكة مع الحل الدبلوماسي بعيداً عن التدخلات الخارجية.
جمع مشايخ اليمن
وضمن جهوده حفظه الله في تقديم مبادرات الحل للأزمة اليمنية طوال السنوات الماضية فقد التقى الأمير محمد بن سلمان بمشايخ قبائل اليمن، وأمام سموه تحدث نيابة عنهم الشيخ مفرح بحيبح فعبر باسم مشايخ القبائل اليمنية عن الشكر لحكومة المملكة العربية السعودية لاستجابتها لرغبة مشايخ القبائل اليمنية، مؤكدين دعم الشرعية اليمنية وما قامت به قوات التحالف العربي من نصرة إخوانهم اليمنيين لإعادة الأمن والاستقرار لليمن وشعبه. كما تقدم بالشكر للمملكة العربية السعودية على الجهود الإغاثية والأعمال الإنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة.
العمق الإستراتيجي
وقد ألقى سمو ولي العهد كلمة خلال اجتماعه بمشايخ القبائل رحب فيها بالحضور، ونقل لهم تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، موضحًا عمق الروابط الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين مؤكدًا في كلمته أن المملكة تنظر لليمن على أنه العمق الاستراتيجي للأمة العربية، اليمن هي عمق العرب، هي أساس العرب، هي أصل العرب، كل جذورنا وكل أعراقنا ترجع في الأخير لليمن. وقال سموه: أكبر خطأ قام به العدو أنه يحاول المس بعمق وصلب العرب، جمهورية اليمن الشقيقة، وذلك ما دعا كل العالم العربي إلى أن يستنفر لما يحدث في اليمن، وقال سموه: وبحول الله وقدرته وعزيمة الرجال أمثالكم فكل عدو مدحور في اليمن وفي كل مكان آخر. وإن شاء الله المستقبل مزدهر، وإن شاء الله هذه خطوة فيها عز وشموخ لليمن وللعرب، وسوف يذكر التاريخ كل ما ستقومون به، وكما ورثوكم أجدادكم وآباؤكم تاريخا مشرفا سوف تورثون أبناءكم وأحفادكم تاريخا مشرفا بإذن الله. وأضاف: أنا أشكركم وسعيد أني أستقبلكم اليوم، واليمن والسعودية والعالم العربي واحد، وأنتم بين إخوانكم وأهلكم وإن شاء الله إلى الأمام ومستقبل زاهر.
اتفاق الرياض.. لرأب الصدع بين الأشقاء
وفي ظل التوجيهات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، رعى سمو ولي العهد أثناء الأزمة اليمنية التوقيع على وثيقة اتفاق الرياض.
وقال في كلمة له أمام المجتمعين: أيها الإخوة الكرام: يسعدنا أن نرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية في هذا اليوم البهيج، وكل يوم يجتمع فيه اليمنيون هو يوم فرح للمملكة، التي كانت منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وستظل دوماً مع اليمن، حريصة على استقراره، وساعية إلى ازدهاره، وواثقة بأن حكمة أبناء شعبه تسمو فوق كل التحديات.
وأكد سموه أن مواقف المملكة تجاه اليمن مواقف أصيلة كأصالة شعبه العزيز، الذي تربطنا به أواصر الدين والقربي والجوار. واستمراراً لتلك المواقف الراسخة، فقد صدرت توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للمسؤولين في المملكة ببذل كل الجهود من أجل رأب الصدع بين الأشقاء في اليمن.
وأضاف سمو ولي العهد لقد كان شغلنا الشاغل منذ بدأت الأزمة اليمنية هو نصرة الشعب اليمني الشقيق، استجابة لطلب رئيسه الشرعي وانطلاقاً من مبدأ الدفاع عن النفس، ولوقف التدخلات الخارجية التي تسعى لفرض واقع جديد عليه بقوة السلاح، والانقلاب على شرعيته ومؤسساته، وتهديد أمن جيرانه وأمن المنطقة وممراتها المائية الحيوية للعالم كله. وقد تمكّنا -ولله الحمد- من تحقيق الكثير لليمن وأمن المنطقة، وقدمنا من الدعم والمساعدة للشعب اليمني ما يليق بما يجمعنا به من إخاء ومحبة، وسنواصل السعي لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في استعادة دولته، والوصول إلى حل سياسي للأزمة وفقاً للمرجعيات الثلاث، وتفويت الفرصة على كل من لا يريد الخير لليمن.
وتؤكد المملكة على أن هذه النوايا الصادقة والحكمة اليمانية التي تجسدت في اتفاق الرياض، وإعلاء مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار وفوق مطامع الأطراف التي تسعى لنشر الطائفية والفوضى وعدم الاستقرار في اليمن، ستحقق -بمشيئة الله- تطلعات الشعب اليمني، وسيفتح هذا الاتفاق المبارك -بإذن الله- الباب أمام تفاهمات أوسع بين المكونات اليمنية للوصول إلى الحل السياسي الذي ينهي الأزمة اليمنية ويحصن اليمن ويحميه ممن لا يريد الخير لليمن بجميع مكوناته وسائر شعوب أمتنا العربية.
دعم اليمن إنسانياً واجتماعياً واقتصادياً
ومنذ بداية الأزمة كان وما زال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله يتابع تنفيذ توجيهات الملك سلمان فيما يخص دعم اليمن إنسانياً واجتماعياً وتنموياً واقتصادياً من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والبرنامج السعودي لإعمار اليمن والصندوق السعودي للتنمية، حيث تم اعتماد مليارات الدولارات في دعم اليمن والحفاظ على قيمة عملته وتنفيذ العديد من المشاريع والبرامج المتنوعة في مجال التعليم والصحة والطرق والمياه والكهرباء والإغاثة العاجلة للنازحين.
مباركة ولي العهد
تأسيس المجلس الرئاسي
لقد بذل مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج جهودا جبارة لعقد اجتماع يمني- يمني لكل المكونات والأحزاب اليمنية حيث احتضنت المملكة هذا الاجتماع وسخرت كل إمكاناتها لنجاح هذه المشاورات المهمة وتشكل على إثر هذه الجهود مجلس قيادة رئاسي يمني، وقد استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدلعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وأعضاء المجلس فور إعلان تأسيسه.
وعبر سمو ولي العهد عن دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي اليمني وتطلعه في أن يسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة في اليمن تنقله من الحرب إلى السلام والتنمية، آملاً سموه بأن تكون المرحلة القادمة مختلفة، منوهاً بما لمسه من عزم وتفاؤل الجميع.وأكد سمو ولي العهد على حرص المملكة أن ينعم اليمن بالأمن والاستقرار ويعم الازدهار في البلد الشقيق.