نحتفي ويحتفي الوطن في هذه الأيام بذكرى البيعة لسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حيث تتجدد هذه الذكرى العزيزة الغالية على قلوبنا مع تجدد وطننا وحياتنا وطموحاتنا وأحلامنا وتطلعاتنا إلى غد أجمل نراه من منظور رؤية المملكة 2030 العظيمة، التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بعرابها الذي أطلق العنان لإبداع شباب وشابات الوطن ليسهموا في تطوير بلدهم والارتقاء بجودة الحياة لشعبهم، فكان الإبداع والعلم والعمل سمة ملازمة لهذه المرحلة الاستثنائية في عمر وطننا تنطلق منها وتشكل مظلة لها.
لقد أثبتت بلادنا بفضل الله أولاً ثم بحكمة قيادتنا الرشيدة علو كعبها على مستوى التأثير في القرار العالمي وصناعته، استراتيجيا واقتصاديا، وبرز ذلك التأثير في العديد من الملفات الساخنة على الصعيد العالمي اليوم، وكان لسمو سيدي ولي العهد الأمين ورؤيته الثاقبة دور بارز في توجيه بوصلة القرار السعودي على نحو إبداعي ومذهل وذي نتائج باهرة من شأنها أن تنعكس على مصلحة المملكة وشعبها والأمتين العربية والإسلامية.
إننا ونحن نعيش هذه المناسبة العظيمة ونتفاعل مع إنجازات سمو ولي العهد ومواقفه الوطنية الحكيمة طيلة الأعوام الخمسة الماضية فإننا نستلهم من هذه المسيرة الرائعة ملامح مستقبل وطن هو أعظم الأوطان والأكمل في بنائه وتراكم إنجازاته، وطن قوامه إنسان كان وما زال محور البناء وأساس النماء انطلاقاً من روح الانتماء، وهذا النسق هو ما ميز مسيرة تأسيس الدولة السعودية مرورا بجميع مراحلها، حيث شكل تلاحم الشعب مع القيادة والتفافه حولها عامل قوة أسست لبناء الدولة وعزز من قدرتها على الصمود في مواجهة الأطماع ومجابهة التحديات، أدرك جلياً بأن التاريخ يعيد نفسه وملحمة التأسيس التي احتفلنا بها منذ أشهر يقابلها اليوم في عهد الحزم والعزم عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - ملحمة تطوير وإعادة هيكلة شاملة لشد عصب الدولة والعبور بها نحو المستقبل، ملحمة يقودها سيدي الأمير محمد بن سلمان، الشاب المجدد الملهم الذي اختط لبلاده مسارات وآفاقاً جديدة تواكب مستجدات المرحلة وتستشرف متطلبات مستقبل الوطن والمواطن.
أسأل الله أن يحفظ قيادتنا الرشيدة وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.
** **
- محمد بن عبدالعزيز العجلان