عبدالله العمري
فقدت بطولة دوري آبطال آسيا الكثير من قوتها وإثارتها التي كانت عليها في السابق لاسيما بعد أن أصبحت تلعب بنظام التجمع كما هو معمول فيه بالنسخة الحالية التي تستضيفها السعودية، وهو نظام من أكبر أضراره أنه أفقدنا متعة الحضور الجماهيري الكبير عندما كانت تلعب البطولة بنظام الذهاب والإياب بين الفرق المشاركه في النسخ الماضية.
ولعل إقرار إقامة دوري المجموعات بنظام التجمع بسبب تداعيات جائحة كورونا مبرر غير كافٍ، فالجائحة تلاشت بفضل الله والكثير من الدول ألغت العديد من القيود التي فرضتها مع بداية الجائحة قبل موسمين تقريباً، وأصبح السفر والتنقل متاحًا بين جميع دول العالم دون أي قيود أو اشتراطات معينة أو معقدة وصعبة كما كانت عليه عند بداية الجائحة.
لذا أعتقد أن إقامتها بنظام التجمع وبدولة واحدة قرار مجحف وخاطئ جداً ارتكبه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ولم يستند على مبرارات كافية ومقنعة، حتى أن الكثير من الجماهير لم تعد متابعة لهذه البطولة والتي تعد الأفضل والأقوى على مستوى القارة الآسيوية بسبب نظامها الحالي.
كما أن من أكثر أسباب تراجع المستوى الفني لدوري أبطال آسيا هو رفع عدد المقاعد الممنوحة للدول المشاركة فيها، مما أعطى الفرصة لبعض الفرق الضعيفة فنياً بالمشاركة فيها وهو الأمر الذي انعكس بالسلب من الناحية الفنية على قوة البطولة.
فالأفضل هو أن يتم تقليص عدد الفرق المشاركة في البطوله من خلال تقليل عدد المقاعد الممنوحة لكل دولة أو اقتصار المشاركة عليها من خلال أبطال الألقاب في المنافسات المحلية لكي نضمن أن الفرق المشاركة هي الفرق النخبة وأصحاب الألقاب لا أصحاب المراكز المتاخرة ذات المستويات الضعيفة فنياً.
ولعل من أكثر الأمور غرابة في بطولة دوري أبطال آسيا هو عدم تطبيق تقنية الفار في دوري المجموعات للتغلب على أخطاء الحكام الكوارثية في بعض مباريات البطولة.
فمن غير المنطقي ولا الطبيعي أن تلعب بطولة بحجم دوري أبطال آسيا دون تقنية الفار التي أصبحت مطبقة في كثير من البطولات العالمية والمنافسات المحلية لكثير من دول العالم.
فغياب مثل هذه التقنية المهمة اليوم في عالم المستديرة عن بطولة مثل دوري أبطال آسيا سيسهم كثيراً في جعلها بطولة ضعيفة في نظر الكثير من المتابعين ومحبي رياضة كرة القدم.
فمسئولو اللعبة في الاتحاد الآسيوي أصبحوا اليوم مطالبين بمراجعة الكثير من الأمور التنظيمية التي تتعلق بدوري أبطال آسيا من أجل تعديلها وتصحيحها في النسخ المقبلة إذا كانوا يريدون المحافظة على سمعة وأهمية البطولة الأغلى والأهم على مستوى القارة الآسيوية ولعل من أهمها هو لابد من مراجعة وتقييم مستويات الفرق المشاركة مؤخراً في البطولة، والعمل على إصدار قرارات مهمة وتاريخية تحافظ على أهمية وقوة بطولة بحجم دوري أبطال آسيا في النسخ المقبلة.