عطية محمد عطية عقيلان
يتسابق أهل الخير عند كل مبادرة تطوعية للمساهمة أو المشاركة فيها، لاسيما أن شهر رمضان المبارك محفّز على البذل والعطاء سواء في المال أو الجهد والسعي بالخير بين الناس وخدمة المجتمع والمحتاجين فيه، ويعتبر العمل التطوعي وتطويره من المواضيع التي اهتمت بها رؤية 2030 ووضعت الهدف إلى الوصول إلى مليون متطوع عام 2030م، وأصبحنا نشاهد مبادرات متنوّعة في كافة المناطق، ومن هذه المبادرات الجميلة وتندرج تحت «التطوع المبارك» ما تم في رمضان هذا العام 1443هـ، بانضمام 1500 متطوع ومتطوعة للعمل في المسجد الحرام والمسجد النبوي، إضافة إلى 500 متطوع من منسوبي الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، بإجمالي 180 ألف ساعة عمل، والتي تشمل خدمة الزوار بالتنظيم والتوعية والخدمة الصحية والتوجيه والترجمة وخدمة كبار السن ... إلخ، وتأتي أهمية العمل التطوعي لدوره ومساهمته في التنمية والتطوير وبناء المستقبل، من خلال استغلال خبرات وأوقات وجهد المتطوعين، علماً بأن العمل التطوعي متشعب وأصبح بمقدورنا جميعاً أن نشارك فيه حسب استطاعتنا وقدرتنا، ولا يقتصر على العمل الميداني فقط، بل يشمل كل ما يمكن تقديمه من تثقيف أو إصلاح بين الناس ومن نشر ما يفيد المجتمع ويبعث على رفع وعيه وبث الأمل والطمأنينة فيه، وفي كل مبادرة تطوعية «من واقع شخصي» تجد تجاوباً من الأغلبية ورغبةً للمساهمة والمشاركة فيه.
وهناك تطور وتنوّع في العمل التطوعي من رجال الأعمال وأهل الخير والشركات المساهمة، وعدم انحصاره بجوانب محددة فقط، بل أصبحنا نشاهد مبادرات نوعية وجديدة تهدف إلى المشاركة في تنمية وتطوير حياة من تقدم لهم، كالتعليم والتدريب والابتعاث والتوظيف والمساعدة على بدء تجارة أو علاج..، وهناك العديد من العائلات تطلق مبادارات لأبنائها لمساعدتهم على التعليم أو بدء نشاط تجاري بالمساهمة بدعمه مالياً ونصحه بالخبرة «كمبادرة عائلة الرويتع»، وهناك شركات مساهمة تقوم بدور تنموي كمبادرات التدريب والتوطين التي أطلقتها مجموعة الدكتور سليمان الحبيب في التدريب والتأهيل والتوظيف للشباب، أو مبادرات لرفع وعي المجتمع وتثقيفه في المشاكل الصحية كمبادرة أبناء عبدالرحمن العقيل «اضبط وزنك تضبط سكرك»، ولا تقتصر المبادرات التطوعية على الكيانات التجارية أو العائلات فقط، بل ممكن أن تكون بشكل فردي، فكل طبيب أو معلم أو مهندس أو إعلامي، يقدم معلومات وحقائق ترفع وعي الناس وتنبههم وتضيف لهم ما يخدمهم هو متطوع فردي آمن بخدمة مجتمعه بجهد فردي، وقد تصل رسالته وفائدته لملايين المتابعين له، لا سيما أن التكنولوجيا سهلت واختصرت الكثير من الصعاب للوصول إلى الناس، والمهم لنا جميعاً أن نتعود على تقديم ما نستطيع من جهد أو مال مهما كان بسيطاً فهي بذرة للعمل التطوعي وتصبح نمط حياة، وسلوكاً تلقائياً نمارسه باستمرار يكون أثره كبيراً، ولنؤكد أننا جميعاً نحتاج إلى بعضنا البعض وبتظافر وتعاون وتطوع الجميع نحول مجتمعاتنا إلى أكثر تنميةً ورقياً وتطوراً، وتعود علينا بالفائدة والسعادة في كل مشاركة تطوعية أو معلومة مفيدة أو دعم لقريب أو بعيد، وأضعف الإيمان في التطوع نشر المبادرات المحفزة، علّ وعسى أن تؤثّر في الآخرين وتكون سبباً في تطوع أحدهم.