ميسون أبو بكر
المدربة اليابانية في الجودو التي قابلتها والمتواجدة في المملكة منذ ما يقارب العامين سعدت بحديثها عن المملكة وعن رؤيتها الخاصة بعد تجربتها وما لمسته وعاشته خلال عامين.
تقول» إنها انبهرت بالإنسان والعمران وبالقفزة الكبيرة التي تعيشها المملكة اليوم وحضور المرأة في مواقع وظيفية وقيادية متعددة، وحيث هي مدربة لفتيات الاتحاد السعودي للجودو تحدثت عن المراكز الرياضية للفتيات بخاصة والشراكات العالمية التي أبرمها هذا الاتحاد ووتيرة الحياة المتسارعة والحثيثة إلى رؤية البلاد.
أعجبني حديثها عن الشباب السعودي والمجتمع الشاب وأريحية التعامل مع هذا الجيل الجديد المتحمس والبارع بالتقنية على حد وصفها وهو رأي سمعته من قبل لصديق فرنسي أسهم في أحد المطاعم العالمية التي شاركت في موسم الرياض، ولعل تمازج الثقافة السعودية والخبرات مع أخرى عالمية قدمت الصورة الحقيقية للمملكة بكل عفوية وصدق وكانت أجمل سفير عن هذا البلد الرائع وعن جوهره وكرم أهله وترحيبهم بالضيف.
للمملكة العربية السعودية طابع يميزها وأثر يترك حضوره في كل مشاركة لها، فقد تابعت على تويتر قبل أيام قصة حضور الملك فهد -رحمة الله عليه لمراسم- تتويج الملكة اليزابيث الثانية في لندن عام 1953 حين كان أميرًا ذلك الوقت، وقد أعطى مكانه في الصف الأول لولي عهد اليابان آنذاك والذي بقيت بلاده ممتنة لتلك الأخلاق السعودية التي تجلت في تصرف الأمير الشاب وهي أخلاق وعادات توارثها أبناء هذا الوطن.
الرحمة والكرم والترحيب بالضيف والحياة البسيطة في القرى والتي يحبها السياح وصادفتهم في الأماكن التي فتحت بيوتها لهم وفرص العمل والاستثمار التي فتحت أبوابها للمستثمر الأجنبي كلها عوامل جذب لهؤلاء الذين إن غادروا فإنهم يغادرون بكل ما حملوه معهم من تجارب طربوا لها.
كل ما يحاك زورا أو يكتب زيفا وكذبا يمكنه أن يمحى بسهولة إذا ما قابله واقع حي مختلف وإنسان هو جبل طويق صلابة وتراثاً وحضوراً، وما سهل الأمر الفيز السياحية والأعمال التي سهلت دخول الأجانب للبلاد، ويمكننا اليوم أن نلمس التغير الواضح والسريع في كثير من الأمور، والذي يدهشني كيف لهذا المجتمع العذب أن استجاب بسهولة وسرعة لخارطة طريق جديدة ارتقت ببلاده وجعلت منه بوصلة للاكتشاف والاستثمارات.