عثمان بن حمد أباالخيل
ملايين الجسور مُشيّده بين الناس على أرض صلبة وأخرى مُشيّدة على أرضٍ هشة وثالثة تشيّد كل ثانية إنها طبيعة الناس في بناء الجُسور التي تبقي العلاقات الإنسانية مُستمرة وحيّة على أرض الواقع. الجسور لا تعترف بالمسافات ولا البحور والمحيطات ولا اللون والدين والعرق، فالجميع بشر والجميع يدركون معني القيم الإنسانية. كما أن بناء الجسور بين الدول يمر بمراحل فهي كذلك بين الناس ولكنها أسرع بكثير. ومن أقوى الجسور صلابة تلك الجسور التي تُشيّد بين بين الزوج وزوجته، والأخ وأخيه، والأخ وأخته، والعم والخالة، والصديق وصديقه، والفقير والغني، والأم وابنها، والأم وبنتها وبين الجيران ولك أن تضيف مزيداً من تلك الجسور المتينة.
ما يقلقني ويهز إنسانيتي حين تُشيّد تلك الجسور على المصالح العابرة التي سرعان ما تُصاب بالتصدّع والانهيار وكأن شيئاً لم يكن. وما يغضبني كثيراً حين تشيّد تلك الجسور بين الناس على الوهم الذي يشبه وهم بناء الجسور، ومن أشد الجسور ألماً ذلك الجسر الذي يربط بين الزوجين والقائم على أعمدة من القيم الإنسانية ومنها الحب والاحترام والتقدير والعشرة الحسنة والمودة، وإذا ضاعت هذه القيم النتيجة الحتمية بدء التصدع والانهيار وربما يصل إلى الطلاق. برأيي من تواصل وترابط جسر الزوجية تعلم الاهتمام بأمور زوجتك الخاصة وهويتها، عبّر برسائل نصية عن الجهود التي تبذلها في سبيل السعادة الزوجية ولا تقلِّل من شأنها ولا تفرض رأيك إلا بالحوار.
الاحترام المتبادل هو سر وجود المودة في الزواج، فالمودة هي الطريق الذي يؤدي إلى تمكين جسر الحياة الزوجية من البقاء ومقاومة العوامل الخارجية التي تعصف به وربما ينهار ذلك الجسر. لست مع التحكم بتصرفات الزوجة الشخصية التي تعبر بها عن نفسها وواقعها وعلى الزوج أن يترك حيزاً ومتنفساً ولا يمارس عليها الرجولة كما يجهلها الكثير من الرجال، والرجولة الصحيحة هي الحب والاحترام والتقدير ورفع شأن الزوجة ومراعاة الحالة النفسية التي تمر بها، الرجولة هي الشهامة والمروءة وإكرام الوالدين وحسن معاملتهم. (هي أن تجعل زوجتك تشعر بأنها أسعد إنسانة في الوجود ولا حياة لها بدونك).
مطلقاً لا نريد جسوراً أن تنهار ولا حباً أن يموت كل ما نريده أن نُدعّم الجسور التي بيننا بالحب والثقة والاحترام، وهبنا الله العقل وعلينا استخدام العقل بالشكل الأمثل من خلال التفكير والتحليل ومن ثم التقرير وسوف نكون سعداء إذا استخدمنا عقولنا وسوف تنبتْ الورود والأزهار على جانبي جسر المحبة لنستنشق عبيرها.
وختاماً غالبية الناس فقراء رغم أنهم أغنياء مالياً، فقراء في البوح عن حبهم وتقديرهم لزوجاتهم وأمهاتهم، كفانا تصحّراً لعواطفنا ودعونا نزرع الحب في صحراء حياتنا، فهي أرض خصبة تنتظر أن نرويها.