أ.د.عثمان بن صالح العامر
مع إيماني المطلق بثبات معيارية القيم، ووجوب الالتزام بالجميع، إلا أنني في الوقت نفسه اعتقد بأهمية التذكير والتركيز على قيم بعينها في مرحلة تاريخية محددة دون أخرى، وفي بلد دون غيره، بل ربما كان هذا التأكيد والتركيز مناطقياً أو مؤسساتياً أو عمرياً أو ... حسب متغيِّرات ومؤثِّرات ومعطيات عدة فرضتها طبيعة المرحلة وظروف الزمان والمكان والحال.
ورؤية المملكة 2030 نصت صراحة أو أشارت ضمناً إلى عدد من القيم التي يرى مهندسها ومبدعها وداعمها ومتابع تنفيذها ومبارك مبادراتها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين أهميتها في مرحلتنا الحالية، والواجب أن تكون حاضرة في ذهنية المنخرطين في ميدان التطبيق العملي لتحقيق أهداف هذه الإستراتيجية الوطنية الطموحة 2030.
ولأهمية بناء شخصية الشاب والفتاة السعوديين - الذين راهن عليهم سموه الكريم - على هذه المرتكزات القيمية كان لازماً من التذكير بها هنا، واقتراح تضمينها منهجاً جامعياً يدرس لجميع طلاب وطالبات تعليمنا الجامعي الحكومي منه والخاص (متطلب جامعي عام).
لقد راجعت الرؤية أكثر من مرة من أجل استخلاص القيم التي نصت عليها وأشارت إليها، وقراءات جمع من البحوث والمقالات التي درست هذا الموضوع، وانتهيت إلى تصور مبدئي لمقرر جامعي (متطلب عام) على النحو الآتي:
- الوحدة الأولى: التعريف برؤية المملكة 2030 .
- العنصر الأول: محاور الرؤية.
- العنصر الثاني: كيف نحقق رؤيتنا؟
- الوحدة الثانية: القيم في رؤية 2030.
- العنصر الأول: تعريف القيم والمصطلحات المرادفة له.
- العنصر الثاني: مصدرها في الرؤية.
- العنصر الثالث: أهميتها في حياة الشاب والفتاة.
- الوحدة الثالثة: القيم الدينية (الذاتية) في الرؤية.
- العنصر الأول: قيمة الوسطية.
- العنصر الثاني: قيمة التطوع.
- الوحدة الرابعة: القيم الإنسانية والحضارية (الأممية) في رؤية2030 .
- العنصر الأول: قيمة العدل والمساواة.
- العنصر الثاني: قيمة التعارف العالمي والتسامح الفكري ( قبول التعددية الثقافية).
- الوحدة الخامسة: القيم الوطنية (المجتمعية) في رؤية2030 .
- العنصر الأول: قيمة الاعتزاز بالهوية الوطنية (السعودية).
- العنصر الثاني: قيمة استشعار المسؤولية الوطنية.
- العنصر الثالث: قيمة الشفافية والمسألة.
- الوحدة الخامسة: القيم المهنية والوظيفية في الرؤية.
- العنصر الأول: قيمة الإيجابية والفاعلية.
- العنصر الثاني: قيمة الجودة والإتقان.
- العنصر الثالث: قيمة الالتزام والانضباط.
لست هنا في مقام التفصيل وسوق الأدلة الواردة في ثنايا صفحات رؤية 2030 على هذه القيم، ولكن ما أردته في هذا المقال إيصال رسالتي هذه -المصاحبة لانعقاد المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم 2022م في العاصمة الرياض خلال أيام هذا الأسبوع - لصاحب المعالي وزير التعليم، ونائبه للجامعات والبحث والابتكار، ومستشاريهما، وأصحاب السعادة مديري الجامعات الحكومية والخاصة واللجان الأكاديمية في جامعاتنا السعودية لعل على يدهم - في هذه المناسبة التي تجمع الكل - تقر هذه المادة بدءاً من العام الجامعي القادم، فيدرسها طلابنا وطالباتنا بكل تفاصيلها الواردة أعلاها، لأهميتها الإنسانية/ العالمية، الحياتية/ الذاتية، والوطنية والمهنية في نظري، فهي أهم بكثير من بعض مواد الإعداد العام (متطلب جامعي) المقرة حتى الآن في عدد من جامعاتنا السعودية، وخصوصاً أن هذه المناسبة التعليمية الدولية تنعقد تحت شعار (التعليم في مواجهة الأزمات - الفرص والتحديات) وبعض شباب العالم يعيش - كما لا يخفى - أزمة قيم اليوم، ورؤية 2030 جمعت أمهات القيم التي يحتاجها عالمنا المعاصر، فضلاً عن أن هذا المؤتمر يهدف في الأساس إلى (بناء إنسان المستقبل)، وينبثق عن هذا الهدف مجموعة من الأهداف المتصلة بالتعليم في المملكة، وأولها -كما جاء في موقع الوزارة الإلكتروني- (الإسهام في تعزيز رؤية السعودية وتأكيد دورها بوصفها قوة فاعلة في الحضارة والعلوم والتقدم الإنساني)، دمتم بخير، ومن نجاح لنجاح، وإلى لقاء، والسلام.