رمضان جريدي العنزي
لا أؤمن بالخزعبلات ولا الخرافات، ولا أصدق كلام الدراويش وأصحاب الحكايا ومؤلفي القصص وساردي الكلام المنمّق، ولا أؤمن بالمظاهر الخداعة، والشكليات الكاذبة، وأمقت جداً الأدعياء، وأرفض رفضاً تاماً الذي يقول ولا يفعل، ويظهر غير ما يبطن، وأكره المحاباة والمجاملة الصفراء على حساب المبادئ والقيم، وأكره النفاق والتزلّف والتلوّن والعيش بمنطقة الرماد، وأرفض تجارة الأقنعة، والجحود والنكران، والمشاعر المتبلّدة، والابتسامات الباهتة الصفراء، والعلاقات الهشّة الرخوة المبنية على المصالح الشخصية، والتي يشوبها الخوف والوجل والتوجّس، أتجنب النرجسيون أهل «الأنا»، المنتفخون بذواتهم، والذين يحاولون باستماتة أن يمنحوا أنفسهم ألقاباً ومسميات «بلوشية» دون أن يعملوا حقيقة وواقعاً للإنسان والحياة شيئاً مذكوراً، وكذا المغرورون والمتعالون الذين يحسبون أنفسهم نادرين في الوجود، وأنهم من نوع فريد وخاص، وأمقت بلا حد الاستغلاليين والانتهازيين والوصوليين، وكذا الجشعون والطماعون والبخلاء، ولا التفت للمتكبرين ولا أعيرهم أدنى اهتمام كونهم يمشون على الأرض زهواً ومرحاً وخيلاء، وأنبذ التديّن الشكلي «المظهري» المغشوش المبني على حساب اللب والجوهر والبعيد كل البعد عن التديّن الحقيقي والأخلاق والسلوك والتعامل وينافي تعاليم وتوصيات الشرع الحنيف، كونه من أخطر الأمراض، ولأنه يعد مجرد زخرفة ملوّنة، وادّعاء باطل يمارسه أصحاب النفوس المريضة لتحقيق أهداف باطلة ومبتغيات شخصية واهنة وأغراض دنيوية عابرة، أحب الاعتدال بالأشياء كلها، وأكره التطرف والتنطّع بكل شيء، ولا أستسيغ تقسيم الناس وتصنيفهم إلى فئات ومجموعات ووضعهم في مراتب وخانات خاصة بهم. إن الحياة الجيدة المستقيمة لا تُبنى على التناقضات الحادة، والازدواجيات المقيتة، بل تُبنى على أساس المثل والقيم والمبادئ والسلوك القويم والأخلاق الحميدة والتعاملات الصادقة والعلاقات الواضحة والمنهج الصحيح.